الرجاء يسابق الزمن لحسم ملف المدرب الجديد

دخل نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم في سباق مع الزمن لإغلاق ملف مدربه الجديد، بعد إقالة البرتغالي ريكاردو سابينتو بسبب تراجع النتائج وتفاقم الغضب الجماهيري.
وفي ظل الضغوط المتزايدة، بات اسم الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي يتصدر قائمة المرشحين لقيادة الفريق الأخضر، ما جعل الأنظار تتجه إلى تطورات المفاوضات التي تُجرى خلف الكواليس.
وتترقب جماهير الرجاء بفارغ الصبر الإعلان الرسمي، وسط تساؤلات حارقة حول قدرة الإدارة الحالية على إنقاذ موسم الفريق الذي يمر بأحد أصعب فتراته في السنوات الأخيرة.
ورغم أن المكتب المسير للنادي فتح قنوات اتصال مع عدة أسماء بارزة، من بينهم الإسباني خوليو فيلاسكيز والمصري طارق مصطفى، إلا أن الأرجنتيني غاموندي يبدو الخيار الأكثر قربًا لاعتلاء العارضة الفنية.
لكن عقبة التفاصيل المالية تُهدد بإفشال الصفقة، حيث كشفت مصادر مطلعة للجريدة 24 أن العرض المقدم لا يرقى إلى مطالب المدرب الأرجنتيني، ما دفع المفاوضات إلى منحى أكثر تعقيدًا.
ورغم ذلك، تتجه التوقعات نحو حسم المفاوضات خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد تأكيدات حول قرب وصول غاموندي إلى الدار البيضاء لمناقشة العرض بشكل نهائي.
وفي الوقت الذي يسارع فيه المكتب المسير لتأمين مدرب جديد، يجد نفسه مُكبّلاً بالأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالنادي.
فقد كشفت مصادر الجريدة 24 أن الإدارة خصصت راتبًا شهريًا لا يتجاوز 13 مليون سنتيم، وهو مبلغ أقل بكثير مما كان يتقاضاه سلفه البرتغالي سابينتو.
هذا التوجه التقشفي الذي فرضته الأزمة الاقتصادية أثار موجة من الجدل، خاصة أن الجماهير تُطالب باستقدام أسماء قادرة على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات، بغض النظر عن التكلفة.
وفي الوقت ذاته، يسعى النادي جاهدًا لتسديد ديونه المتراكمة بهدف رفع الحظر المفروض عليه من التعاقدات في الميركاتو الشتوي المقبل، وهو ما يزيد الضغوط على الإدارة التي تبدو في سباق مع الزمن للخروج من هذا النفق المظلم.
وعلى المستوى الرياضي، يعاني الرجاء من أوضاع كارثية سواء في الدوري المحلي أو في المنافسات القارية.
فالفريق يحتل المركز السادس في ترتيب الدوري الاحترافي برصيد 23 نقطة، بفارق شاسع بلغ 13 نقطة عن المتصدر نهضة بركان.
أما في دوري أبطال إفريقيا، فيقبع الرجاء في ذيل ترتيب مجموعته بنقطة يتيمة من أصل ثلاث مباريات، ما جعل حلم التأهل إلى الأدوار الإقصائية يبدو بعيد المنال.
هذه الأرقام المخيبة فاقمت من غضب الجماهير التي أبدت استياءها عبر منصات التواصل الاجتماعي وطالبت بتغييرات جذرية سواء على مستوى الإدارة أو التشكيلة الفنية.
وتجد إدارة الرجاء نفسها أمام امتحان صعب لإثبات قدرتها على تجاوز الأزمات المتلاحقة، حيث تصاعدت الدعوات المطالبة باستقالة رئيس النادي عادل هالا، الذي وُجّهت إليه اتهامات بالعجز عن إدارة الأوضاع الداخلية وفشله في معالجة الأزمات المالية.
كما ضغط الجمهور من أجل تعزيز صفوف الفريق خلال الميركاتو الشتوي، في محاولة لإنقاذ الموسم قبل فوات الأوان.
مع تصاعد الاحتقان الجماهيري، يبدو أن إدارة الرجاء تُدرك أن أي خطوة خاطئة قد تشعل فتيل الأزمة وتُدخل الفريق في دوامة جديدة من الفوضى.