حادث نفق الموحدين يشعل الجدل... الشاحنات الكبيرة تُفاقم أزمة المرور في الدار البيضاء

تعيش مدينة الدار البيضاء أزمة متفاقمة بسبب مرور الشاحنات الكبيرة داخل الأحياء والشوارع المزدحمة، ما يشكل تهديدًا مستمرًا لسلامة السكان والبنية التحتية.
هذه الشاحنات، التي يفترض أن تسلك طرقًا مخصصة أو منصات لوجستية خارج المدينة، باتت تتجول بحرية داخل المناطق السكنية والتجارية، متسببة في حوادث متكررة وازدحام مروري خانق.
في صباح يوم الاثنين، وقع حادث داخل نفق الموحدين بمدينة الدار البيضاء، عندما اصطدمت شاحنة كبيرة بالمراوح المخصصة للتهوية بسبب تجاوزها الحد المسموح للارتفاع.
المشهد الذي خلفه الحادث كان كفيلاً بإثارة القلق والامتعاض، حيث أدى إلى أضرار بالغة في البنية التحتية وتعطل حركة المرور لساعات طويلة، ما أثار استياء السائقين والمارة على حد سواء.
في غضون دقائق من الحادث، تحركت السلطات المحلية لتأمين المكان وإعادة فتح الطريق، بينما فتحت تحقيقًا لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
ولكن، وسط هذه التحركات، يبرز التساؤل: هل تكفي التدخلات المؤقتة لحل مشكلة الشاحنات الكبيرة التي تجوب شوارع المدينة بلا قيود واضحة؟
ويشير سكان المدينة ومستعملو الطريق إلى أن تجاهل بعض سائقي الشاحنات لافتات التحذير هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الحوادث المتكررة داخل النفق.
ومع أن مجلس جماعة الدار البيضاء أعلن قبل سنوات عن خطط طموحة لتقليل مرور الشاحنات داخل المدينة، بما في ذلك إنشاء منصات لوجستية وربط الميناء بشبكة طرق سريعة، إلا أن التنفيذ ما زال بطيئًا ومتعثرًا.
هذا البطء يدفع سائقي الشاحنات إلى استخدام الشوارع الداخلية، متجاهلين تأثير ذلك على سلامة المواطنين والبنية التحتية.
السكان الذين يعيشون على طول الطرق التي تسلكها الشاحنات يعانون بشكل يومي من الضوضاء والإزعاج، خاصة في الليل.
وأصبحت أصوات المحركات العالية والمنبهات المزعجة جزءًا من حياتهم اليومية، مما يخلق بيئة غير صحية وغير مريحة.
ما يزيد الوضع تعقيدًا هو أن الحوادث المأساوية الناتجة عن مرور الشاحنات داخل المدينة ليست نادرة.
في حادثة مروعة سابقة، فقد ثلاثة أشخاص حياتهم وأصيب آخرون بجروح خطيرة عند محطة ترامواي "ابن تاشفين".
هذه الحوادث لا تعد مجرد أرقام على الورق، بل رسائل صادمة تحذر من الخطر المحدق الذي يهدد حياة الآلاف من سكان المدينة يوميًا.
وطالبت الفعاليات المدنية مرارا، بإيجاد حلول جذرية وسريعة لهذه المشكلة، من خلال تفعيل صارم للقوانين المتعلقة بمرور الشاحنات وإنشاء طرق بديلة فعالة تلبي احتياجات السائقين دون الإضرار بالسكان.
ومع ازدياد حوادث السير التي تخلفها هذه الشاحنات، يبدو أن الحاجة باتت ملحة لتفعيل القوانين بصرامة وإنشاء بنية تحتية تضمن سلامة السكان.
ويبقى الأمل في أن تتحرك جماعة الدار البيضاء بجدية لوضع حد لهذه المعاناة المستمرة، باعتبار أن الحادث الأخير ليس سوى مثال جديد على ما يمكن أن يحدث عندما يتم تجاهل القوانين والتقاعس عن تطبيقها.