يعد سوق الغرب، أو سوق جميعة بدرب السلطان، من الاسواق التاريخية بالمغرب، فهو يقع في قلب مدينة الدار البيضاء، ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وهو واحد من أقدم الأسواق بالمدينة.
فقد تم تأسيسه سنة 1860 ميلادية، وتم بنائه على الطراز المعماري المغربي التقليدي حيت يتألف من مجموعة من الأقواس والأسواق المغطاة ويضم العديد من المداخل والمخارج، ومع التطور العمراني والتغيرات الاقتصادية شهد سوق الغرب تحديثات في بنيته وتوسعا في نشاطاته.
و كان سوق الغرب مركزًا لتبادل السلع بين المدن المغربية والمدن الأوروبية وقد استمد اسمه نسبة الى منطقة الغرب التي كان يستقطب منها الباعة والمزارعين لبيع
منتجاتهم، كما أن له اسم شائع بين ساكنة الدارالبيضاء وهو اسم جميعة ويقال انه مستوحى من يوم الجمعة الذي كان يفتح فيه السوق ابوابه للتبضع في حين أن البعض ينسبه الى شخصية محلية بارزة كانت تحمل اسم جميعة.
و خلال القرن العشرينأصبح سوق الغرب واحدًا من أهم الأسواق بالمدينة حيت أصبح وجهة مفضلة لساكنتها للتبضع منه. ويعتبر ذاكرة حية لمدينة الدارالبيضاء.
تقرير حول سوق الغرب سوق جميعة
يعتبر سوق الغرب جزء من المركز التجاري الكبير كراج علال الحفاري ، ويتكون هذا السوق من 268 محل تجاري موزعة على الشكل التالي:
وكان هذا السوق والى حدود سنة 2005 يعرف رواجا تجاريا مهما حيت كان قبلة لمجموعة من ساكنة الدارالبيضاء التي كانت تحج اليه خصوص خلال أيام الخميس والسبت والأحد للتبضع واقتناء حاجياتهم الاسبوعية من خضر وفواكه ولحوم وغيرها,
غير أنه و خلال السنوات الأخيرة أصبح المركز التجاري كراج علال الحفاري قبلةللباعة المتجولين من داخل وخارج مدينة الدارالبيضاء واللذين استولوا على مجموعة من الارصفة والازقة وأصبحوا يشكلون منافسة غير شرعية بالنسبة للتجار المنظمين، ورغم النداءات المتعددة من طرف الهيئات الممثلة للتجار من أجل التدخل للحد من هذا الظاهرة وحماية اتجار المنظمين فإنجل التدخلات ظلت موسمية ومحتشمة، مما تحول معه الوضع الى كارتي ، حيت أن هؤلاء الباعة تحول عددهم من بعض المئات الى الألاف في حين أن هذا العدد يتضاعف خلال يومي الاربعاء والسبت.
وحيت أن سوق الغرب جزء من المركز التجاري كراج علال الحفاري فقد تأثر بشكل واضح من هذه الظاهرة، فجل الممرات والازقة والجدران والمداخل المحيطة بالسوق على مستوى زنقة الغرب أو زنقة بلغازي أو زنقة تارودانت أو على مستوى ساحة التاج تم احتلالها من طرف الباعة اللذين تحولوا من جائلين الى باعة قارين يعرضون بضائع منافسة للباعة المنظمين وبأثمان جد منخفضة لضعف وانعدام جودتها وفي أغلب الاحيان وخصوصا خلال المواسم والاعياد تكون بضائع مهربة فاسدة منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستهلاك.
لقد أصبح الولوج عند الباعة المنظمين بسوق الغرب شبه مستحيل فالباعة الجائلين لبيع الخضر على مستوى زنقة الغرب الذي يضم 03 مداخل للسوق تم احتلالها من طرف هؤلاء عارضين خضر مقشرة وجاهزة وأقاموا شبه حواجز يصعب معها الولوج الى السوق وهذا ما ينطبق على باقي المنتجات والمواد التي تعرض داخل السوق من توابل وفواكه جافة وزيتون ومواد غذائية ....... .
إنه وفي الوقت الذي يخضع فيه التجار المنضمين الى جميع عمليات التفتيش والمراقبة من طرف مصالح المختصة من شرطة إدارية ومراقبة للأسعار ومصالح حفظ الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وغيرها، فإن الباعة المتجولين القارين يعرضون ويبيعون سلعهم بكل أريحية أمام مرأى من الجهات المسؤولة دون حسيب أو رقيب، بل منهم من أصبح لديه حسابات ومواقع الكترونية يعرض ويبيع من خلالها سلعه .
لقد كان سوق الغرب يتوفر على انارة عمومية بالداخل ومخفر امني وإدارة غير أن هذا كله أصبح من الماضي حيت أغلق المخفر والادارة واصبحت الانارة منعدمة واصبح
السوق يتحول الى وكر يحج اليه السكرى والمعربدين بمجرد حلول الظلام، وأغلقت مجموعة من المحلات التي أضطر أصحابها لمغادرة السوق وتحول بعضها الى مستودعات واضطر بعضها لتغير النشاط...... .
إنه وأمام هذا الوضع الكارثي انجز تجار سوق الغرب عن طريق جمعية الوفاق لتجار وحرفي ومهني سوق الغرب للاتحاد العام للمقاولات والمهن معاينة عن طريق مفوض قضائي للوقوف على الحالة الداخلية المتردية التي أصبح عليها سوق الغرب، وكذلك من أجل معاينة احتلال الباعة الجائلين (القارين) لجميع المنافد ومحيط سوق الغرب ونا يعرضونه من سلع منافسة للتجار المنظمين.
إن جمعية الوفاق لتجار وحرفي ومهني سوق الغرب للاتحاد العام للمقاولات والمهن حاولت من خلال هذا التقرير والمعاينة بسط بشكل مختصر وموجز الحالة الكارثية والمتردية التي أصبح عليها سوق الغرب وكذلك ما يعانيه التجار المنظمين مع التجارة الجائلة المحيطة بالسوق، وهو التقرير الذي سيتم رفعه الى السيد والي جهة الدارالبيضاء سطات عامل عمالة الدارالبيضاء والسيدة عمدة مدينة الدارالبيضاء والسيد عامل عمالة الفداء مرس السلطان والسيد رئيس المقاطعة الجماعية مرس السلطان والسيد والي أمن مدينة الدارالبيضاء والسيد رئيس المنطقة الامنية للفداء.
وذلك من أجل تدخلهم العاجل لانقاد سوق الغرب التاريخي كموروث تقافي من الاهمال وحماية تجاره واستتباب الامن به .
