المغرب يبني إرثا رياضيا.. ملاعب متطورة وخطط استدامة طموحة

الكاتب : انس شريد

04 فبراير 2025 - 07:30
الخط :

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الدول المستضيفة للتظاهرات الرياضية العالمية، يبرز المغرب كواحد من الدول التي تسعى لتجنب الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها دول أخرى بعد استضافة مثل هذه الأحداث.

وكشف يوسف بلقاسمي، مدير الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية "سونارجيس"، عن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لضمان استغلال أمثل للمنشآت الرياضية بعد انتهاء فعاليات كأس العالم 2030، والتي ستستضيفها المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.

وأكد بلقاسمي خلال عرض قدمه أمام مجلس النواب أن المغرب يعمل على تجنب تكرار سيناريو البرازيل، حيث بقيت العديد من المنشآت الرياضية بعد كأس العالم 2014 بدون استغلال حقيقي، مما أدى إلى تحولها إلى "أطلال".

وأشار إلى أن المغرب يقتدي بتجربة لندن الناجحة في استغلال المنشآت الرياضية بعد الألعاب الأولمبية 2012، حيث تم تحويلها إلى فضاءات متعددة الاستخدامات تشمل الأنشطة الثقافية والتجارية والترفيهية.

وأضاف بلقاسمي أن الشركة تعمل على تطوير المنشآت الرياضية لتكون أكثر من مجرد ملاعب، بل فضاءات تنشيطية يمكن استغلالها طوال الأسبوع.

وأشار إلى أن الدراسات المقارنة والزيارات الميدانية التي تم إجراؤها أظهرت وجود نماذج ناجحة لملاعب تشتغل بشكل دائم وتضم متاحف ومحلات تجارية وأنشطة أخرى تجذب الزوار.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، أشار بلقاسمي إلى أن المغرب يعمل على تأهيل المنشآت الرياضية بشكل يضمن استمرارية استغلالها بعد انتهاء التظاهرات.

وأكد أن عملية التأهيل تأخذ بعين الاعتبار تدبير الإرث المترتب بعد انتهاء الفعاليات، وذلك لضمان أن تبقى هذه المنشآت عاملة ومفيدة للمجتمع.

وأوضح بلقاسمي أن المغرب يعمل على تأهيل ستة ملاعب رياضية، بما في ذلك المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط والملعب الكبير بطنجة، والتي تم تأهيلها في مرحلة أولى وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وأضاف أن هذه الملاعب ستخضع لإصلاحات طفيفة في مرحلة ثانية استعدادا لمونديال 2030.

كما أشار إلى أن ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء سيتم تأهيله ليكون ملعب تداريب خلال كأس العالم 2030، بالإضافة إلى استضافته لمباريات كأس إفريقيا 2025.

وأكد أن المغرب يعمل على تخصيص أكثر من 50 ملعب تدريب لاستضافة الفرق المشاركة في المونديال.

وفيما يتعلق بملعب الحسن الثاني ببنسليمان، الذي يتم تشييده على مساحة 100 هكتار وبطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج، أوضح بلقاسمي أن الأشغال تسير بوتيرة جيدة ومن المتوقع أن يكون جاهزا بحلول عام 2028.

وأشار إلى أن هذا الملعب سيكون أحد أكبر الملاعب في العالم وسيتم استخدامه لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.

وأكد بلقاسمي أن عملية تأهيل الملاعب تتم من خلال اتفاقية مؤسساتية تشمل شركة "سونارجيس" كصاحبة مشروع، وأن الأشغال تتم بوتيرة سريعة وبمشاركة أكثر من 3400 عامل في تخصصات متعددة.

كما أشار إلى أن 99% من الشركات المشتغلة في هذه الأوراش هي شركات مغربية، مما يعكس القدرات المحلية في تنفيذ مشاريع ضخمة.

وتابع أن زيارات وفود الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وشركاء المغرب من إسبانيا والبرتغال أظهرت تقديرا كبيرا للجهود التي تبذلها المملكة في تأهيل المنشآت الرياضية.

وأشار إلى أن آخر ملعب تم تقييمه حصل على تنقيط بلغ 4 من 5، مما يعكس الجودة العالية للأعمال التي يتم تنفيذها.

وبذلك، يبدو أن المغرب يسير على الطريق الصحيح لاستضافة تظاهرتين رياضيتين عالميتين بكفاءة عالية، مع الحرص على ضمان استمرارية استغلال المنشآت الرياضية بعد انتهاء الفعاليات، مما يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها في هذا المجال.

آخر الأخبار