الأموال الليبية تغري اللاعبين المغاربة.. هل تعيش البطولة الوطنية على وقع أزمة خانقة؟

تشهد كرة القدم المغربية موجة غير مسبوقة من انتقال اللاعبين إلى الدوري الليبي، في ظاهرة لافتة تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل البطولة الوطنية ومستوى المنافسة فيها.
وبرزت ليبيا كوجهة رئيسية لعدد كبير من اللاعبين الذين كانوا يشكلون دعائم أساسية لأنديتهم في البطولة الاحترافية، وهو ما يعكس الأزمة المالية التي تضرب الأندية الوطنية وتدفع نجومها للبحث عن تجارب جديدة خارج البلاد.
وتجاوز عدد اللاعبين المنتقلين إلى الدوري الليبي حاجز 20 لاعبًا، بينهم أسماء بارزة مثل شيخنا ساماكي، زكرياء حدراف، وأيمن الحسوني، ونوفل الزرهوني وزريدة، مما يؤكد أن الأندية الليبية باتت تستغل الوضع الاقتصادي الصعب للفرق المغربية لتدعيم صفوفها بلاعبين من المستوى الأول.
ولم تجد الفرق الليبية صعوبة في كسر الشروط الجزائية وإغراء اللاعبين برواتب وعروض مالية يصعب رفضها.
الأندية الليبية، وعلى رأسها الاتحاد وأهلي طرابلس وأهلي بنغازي والنصر، نجحت في ضم أسماء بارزة من فرق مغربية كبيرة، أهمها من الوداد والرجاء والجيش الملكي.
وتمكن نادي الاتحاد الليبي من استغلال الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الرجاء الرياضي، لينجح في إغراء النادي الأخضر بالتخلي عن نجميه نوفل الزرهوني ومحمد زريدة في صفقة مدوية تجاوزت قيمتها 800 مليون سنتيم، لتشكل ضربة موجعة لجماهير الرجاء التي كانت تعوّل على بقائهما لتعزيز حظوظ الفريق في المنافسات القادمة.
كما تمكن الاتحاد الليبي من كسر الشرط الجزائي في عقد توميسونغ أوريبوني مع الفريق العسكري، بعد أن كان قد التحق به قادمًا من اتحاد العاصمة الجزائري بعقد يمتد لموسمين ونصف.
بينما تمكن النصر الليبي من تسديد الشرط الجزائي لعقد شيخنا ساماكي مع أولمبيك آسفي، والذي بلغ 150 ألف دولار، ليظفر بخدماته لتعزيز خطه الهجومي.
قائمة اللاعبين المغادرين لا تتوقف عند هذا الحد، حيث شملت أيضًا محمد أوناجم وأمين فرحان والموريتاني بونا عمر من الوداد الرياضي، حمزة السمومي من نهضة بركان، بدر الرغاي من الكوكب المراكشي، أشرف الزاهر ومحمد زريدة والزرهوني من الرجاء الرياضي، زهير مارور وطوميسون أوريبوني من الجيش الملكي، معطي تميزو من شباب السوالم، إضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى.
هذا النزوح الجماعي يطرح إشكالات عدة حول مستقبل البطولة الاحترافية، إذ أن فقدان هذا الكم الكبير من اللاعبين قد ينعكس سلبًا على مستوى الفرق الوطنية في المنافسات المحلية والقارية.