النصيري يرد على المنتقدين: تجاوزت المعارك وحدي ولن أتوقف عن التألق

يواصل الدولي المغربي يوسف النصيري تألقه اللافت في الملاعب الأوروبية، حيث أصبح حديث الصحافة العالمية والجماهير الرياضية بفضل أدائه المميز وأهدافه الحاسمة التي صنعت الفارق لناديه فنربخشة التركي.
في ظل هذا النجاح، وجد النصيري نفسه في مرمى الانتقادات كما هو الحال مع أي نجم في عالم كرة القدم، لكنه كان حاسمًا في رده على المشككين، مؤكدًا أنه لا يكترث للكلام السطحي، بل يركز على مسيرته التي صنعتها التحديات والمعارك التي خاضها.
النصيري، الذي يعيش واحدة من أزهى فتراته الكروية، خرج عن صمته عبر حسابه على "إنستغرام" برسالة قوية مفادها أن النجاح ليس مجرد مصادفة، بل هو نتاج عمل شاق وتضحيات كبيرة.
قال في رسالته: "التحدث عني سهل، صحيح، نقد خطواتي وأخطائي، ما أفعله أو ما أقول إنني سأفعله، لكن ما لا تفهمه هو أن تكون مثلي، أن تمشي في طريقي، أن تتجاوز ما تخطيت، هذا ما لن تتمكن من فعله أبدًا".
وأضاف: "ما تراه هو فقط السطح. وراء كل خطوة توجد معارك لا تعرفها، دموع لم أظهرها، وقوى كان عليّ مواجهتها عندما لم يكن هناك أحد.. أنا نتاج معاركي، وأنت لا تستطيع تقليد ذلك".
هذا الرد جاء في وقت يشهد فيه النصيري فترة ذهبية، حيث أصبح من الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي منحه ثقة كاملة نظير الأداء المذهل الذي يقدمه منذ بداية الموسم.
ورغم صعوبة التأقلم مع أجواء الدوري التركي في البداية، إلا أن النصيري استطاع أن يثبت جدارته سريعًا، ليصبح أحد أبرز الأسماء في الفريق.
صحيفة "ماركا" الإسبانية سبق أن سلطت الضوء على تألق النصيري، ووصفت مستوياته الحالية بأنها "استثنائية"، مشيرة إلى أنه انتقل إلى فنربخشة مقابل 19.5 مليون يورو في صفقة لم تكن مجرد انتقال عادي، بل خطوة نوعية في مسيرته جعلته أحد أفضل المهاجمين في أوروبا حاليًا.
وأشاد التقرير بسرعة انسجامه مع الفريق الجديد، وقدرته على التكيف مع أسلوب اللعب المختلف عن الدوري الإسباني.
من جانبه، لم يتردد المدرب المخضرم جوزيه مورينيو في الإشادة بمهاجمه المغربي، واصفًا إياه بأنه "مهاجم من طراز عالمي".
مضيفًا: "النصيري لديه إمكانيات رائعة، قدرته على التمركز داخل منطقة الجزاء وتحركاته الذكية تجعله مصدر خطر دائم على الخصوم".
إشادة مورينيو لم تأتِ من فراغ، فالأرقام تتحدث عن نفسها، حيث شارك النصيري في 36 مباراة هذا الموسم بين مختلف المسابقات، سجل خلالها 24 هدفًا وصنع 4 تمريرات حاسمة، ليحتل وصافة هدافي الدوري التركي برصيد 15 هدفًا.
هذا التألق المستمر يجعل النصيري أمام فرصة ذهبية لصناعة تاريخ جديد مع فنربخشة، حيث ينتظر الفريق مباريات حاسمة في الدوري المحلي والدوري الأوروبي، والجماهير تعقد آمالًا كبيرة على النجم المغربي لمواصلة العروض القوية والمساهمة في تحقيق الألقاب.
ويعكس التحول الكبير في مسيرة النصيري عزيمته وإصراره على النجاح رغم العقبات والانتقادات التي واجهها.
لقد أصبح نموذجًا للاعب الذي لا يستسلم، بل يستخدم التحديات كوقود يدفعه نحو القمة.
فمع كل مباراة، يثبت أنه ليس فقط مهاجمًا متميزًا، بل شخصية قوية صنعت مجدها بالصبر والعمل الجاد.
وبعقد يمتد حتى 2029، يبدو أن مستقبل النصيري مع فنربخشة يحمل الكثير من التحديات والإنجازات المنتظرة، ليظل واحدًا من أبرز الأسماء التي تواصل رفع راية المغرب عاليًا في سماء الكرة الأوروبية.