غضب الميزان من أغلبية الدار البيضاء.. والرميلي تتدخل لإخماد الأزمة

الكاتب : انس شريد

25 فبراير 2025 - 10:30
الخط :

وسط أجواء من التوتر السياسي، شهدت مدينة الدار البيضاء حراكًا داخليًا داخل التحالف المسير لمجلس الجماعة، حيث احتدم الجدل بين مكونات الأغلبية، مما دفع حزب الاستقلال إلى عقد اجتماع طارئ لبحث مستقبل تموقعه داخل التحالف الثلاثي الذي يجمعه بحزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة.

الاجتماع الذي دام لساعات، وحضره قياديون بارزون من الحزب، لم يكن مجرد لقاء عادي، بل كان محاولة لإعادة ضبط البوصلة السياسية في ظل تزايد الخلافات حول تدبير شؤون المدينة.

الاجتماع، وفقًا لمصادر مطلعة للجريدة 24، تطرق إلى تقييم الأداء الجماعي للحزب داخل مجلسي المدينة والجهة، وناقش بعمق مدى نجاعة التحالف الثلاثي في تحقيق التنمية المنشودة.

لكن الأجواء لم تكن خالية من الانتقادات، حسب ذات المصادر، حيث عبّر أعضاء الفريق الاستقلالي عن امتعاضهم مما وصفوه بسلوكيات غير مقبولة من بعض مكونات التحالف، خاصة فيما يتعلق بملف تفويت الممتلكات.

كما أبدوا استياءهم من تعرضهم لضغوط سياسية داخل الدورات، مما يعرقل تحقيق الأهداف التنموية المشتركة التي التزم بها التحالف منذ تشكيله.

في سياق متصل، طرح الحزب ملف العدالة المجالية على الطاولة، مشددًا على أن توزيع المشاريع التنموية داخل المدينة لا يتم بشكل متوازن، حيث تعاني بعض المقاطعات من تهميش واضح، في حين تحظى أخرى بنصيب أوفر من الاستثمارات.

هذا الاختلال، حسب الفريق الاستقلالي، يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، ويهدد بتفاقم الفجوة التنموية بين مختلف أحياء الدار البيضاء، الأمر الذي يستوجب تصحيح المسار لضمان توزيع عادل للمشاريع بما يحقق التنمية المتوازنة.

على الجانب الآخر، ومع احتدام الخلافات، سعت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، إلى تهدئة الأوضاع داخل مكونات التحالف، وذلك اليوم الثلاثاء خلال اجتماع لمكتب مجلس الجماعة انعقد لمناقشة جدول أعمال الدورة الاستثنائية المرتقبة.

العمدة، التي تدرك حساسية الوضع، شددت على ضرورة تجاوز الخلافات والعمل كفريق واحد بعيدًا عن أي حسابات سياسية قد تعطل عجلة التنمية داخل المدينة.

ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بالانسجام والتعاون لضمان تمرير النقاط المدرجة في جدول الأعمال، وعلى رأسها ملف تفويت الممتلكات ودفتر التحملات الخاص بتدبير مواقف السيارات، وهما نقطتان أثارتا جدلًا واسعًا داخل المجلس.

محاولات التهدئة التي تقودها الرميلي تأتي في وقت حرج، حيث يدرك الجميع أن أي تصدع داخل التحالف قد يؤدي إلى شلل في تدبير شؤون المدينة، وهو ما قد ينعكس سلبًا على مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية التي ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر.

وبالرغم من الجهود المبذولة لرأب الصدع، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه التحركات في احتواء الأزمة، أم أن الخلافات ستتفاقم وتدفع المشهد السياسي في الدار البيضاء نحو مزيد من التعقيد؟

آخر الأخبار