"لوموند": هكذا تتجسد متانة وتميز التعاون الأمني والقضائي بين المغرب وفرنسا

الكاتب : الجريدة24

03 مارس 2025 - 03:00
الخط :

سمير الحيفوفي

ثمّنت صحيفة "Le Monde" الفرنسية ما تجسد من تعاون أمني وقضائي بين المغرب وفرنسا، عبر اعتقال السلطات المغربية لمواطنين فرنسيين بمدينة مراكش، المتواطئان مع "محمد عمرا"، الجزائري الذي كان أول مطلوب في فرنسا، بعد هروبه من السجن عقب هجوم نفذه مسلحون على الشاحنة التي كانت تقله، وقضى في الهجوم أمنيان.

وعنونت الصحيفة الأشهر في فرنسا مقالا مطولا كما يلي "اعتقال شركاء محمد عمرا تجسيد للتعاون القضائي الممتاز بين فرنسا والمغرب"، وقد أكدت على أن التعاون بين البلدين شهد زخما قويا، منذ انتهاء الأزمة الدبلوماسية التي كانت عرفتها علاقاتهما، محيلة على أن ما تقوم به السلطات من ترجمة لطلبات الإنابة القضائية الفرنسية، يستحق أكثر من الإشادة.

وأوردت "Le Monde" نقلا عن مصادر فرنسية أن السلطات المغربية أبدت رد فعل بأقصى سرعة، إذ في مجال ساعات قليلة جرى، بمدينة مراكش، اعتقال شريكي "محمد عمرا"، وهما "آلان. ج" و"آلبينو. د"، وهما متهمان بمساعدة المتهم الرئيسي في الهرب، والذي اعتقل في العاصمة الرومانية "بوخاريست"، تسعة أشهر بعد تنفيذ عملية الهروب.

ووفق الصحيفة الفرنسية فقد جرى اعتقال شريكا "محمد عمرا"، اللذان كانا محل مذكرة بحث دولية حمراء، يوم الأحد 23 فبراير 2025، وهما يتحدران رفقة المتهم الرئيسي من منطقة "نورماندي"، على أنهما يواجهان الآن حوالي 15 تهمة، بما في ذلك القتل ومحاولة القتل والهروب كجزء من عصابة منظمة.

ولفتت "Le Monde" الانتباه إلى أن ما يجسد متانة التعاون الأمني والقضائي بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، هو ارتفاع عدد طلبات الإنابة القضائية الدولية المنفذة في المغرب بناء على طلب السلطات الفرنسية من 80 سنة 2023 إلى حوالي 100 سنة 2024.

واستنادا إلى نفس المصدر فإن أغلب الإنابات القضائية تتعلق أساسا بمكافحة الاتجار الدولي في المخدرات وجرائم غسل الأموال المتحصلة عن الجرائم، مشيرا إلى أن وفي ظل التهاون البناء بين السلطات في البلدين، فإنه يجري التداول بخصوص تشكيل فريق تحقيق مشترك بين البلدين لتجفيف منابع هذه الجرائم.

وليس اعتقال شريكي "محمد عمرا" غير حلقة ضمن سلسلة طويلة من الاعتقالات التي نفذتها السلطات المغربية بطلب من نظيرتها الفرنسية، كما كان الشأن حين اعتقال اثنين من مهربي المخدرات، أحدهما فرنسي من أصل جزائري، اعتقل في الدار البيضاء، وثانيهما فرنسي غيني، كما أفادت الصحيفة الفرنسية.

وتظل القضية الأكثر رمزية هي المتعلقة بـ"فيليكس بينغي"، أحد أكبر بارونات المخدرات في فرنسا، والذي اعتقل في الثامن من مارس 2024، بمدينة الدار البيضاء، وهي العملية التي كان رحب بها " جيرالد دارمانان"، وزير الداخلية حينها، وقد جرى تسليمه إلى السلطات الفرنسية في يناير 2025.

وأكدت "Le Monde" على أنه رغم التقلبات الدبلوماسية، إلا أن التعاون القضائي بين المملكة المغربية وفرنسا ظل بعيدا عن كل تشويش، إذ لم يتأثر البتة كما أن التواصل والتفاعل استمر بنّاء ومتميزا بين القضاة وضباط الشرطة من البلدين معا، متى تعلق الأمر بالجرائم الخطيرة.

آخر الأخبار