مجلس الدار البيضاء في قفص الاتهام.. غموض يلف مصير مشروع "أرض الخيرية"

الكاتب : انس شريد

25 مارس 2025 - 10:00
الخط :

لا يزال مصير مشروع 'أرض الخيرية' في منطقة عين الشق بالدار البيضاء يلفه الغموض، رغم مرور فترة طويلة على إطلاق فكرته ورصد ميزانيات مهمة لإنجازه.

هذا المشروع، الذي يُفترض أن يتحول إلى قطب اجتماعي وثقافي ورياضي، كان حلمًا طال انتظاره من قبل سكان المنطقة ومؤسسات المجتمع المدني والمنتخبين الذين كانوا أول من بادر باقتراحه، على أمل أن يُوفر فضاءً متكاملًا يلبي احتياجات الساكنة ويعزز التنمية المحلية.

وبدأن قصة المشروع بمقترح تقدمت به فعاليات محلية، قوبل بتجاوب إيجابي من طرف مجلس جماعة الدار البيضاء، الذي صادق خلال دورة ماي 2023 بالإجماع على مقرر يقضي باقتناء العقار الذي سيُقام عليه المشروع.

هذه الخطوة عززت آمال سكان عين الشق في رؤية هذا المشروع يتحقق على أرض الواقع، خاصة أن المنطقة تُعاني من نقص حاد في البنية التحتية المخصصة للأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.

وفي أكتوبر 2023، واصل مجلس الجماعة خطواته العملية من خلال المصادقة على اتفاقية لإنجاز الدراسات الخاصة بالمشروع، بميزانية بلغت حوالي 100 مليون سنتيم.

وقد تمت التأشير على هذه الاتفاقية بشكل رسمي بتاريخ 28 ماي 2024، ما كان يُفترض أن يُشكل دفعة قوية نحو تسريع وتيرة الأشغال.

بعد ذلك، تم صرف المبلغ المالي المذكور لصالح الشركة المكلفة بإنجاز الدراسات، وذلك بعد تجاوز العراقيل المرتبطة بمساطر الترخيص والعمولات، وهي خطوات عادة ما تُبطئ مشاريع من هذا النوع.

وفي دورة ماي 2024، صادق مجلس جماعة الدار البيضاء مرة أخرى على اتفاقية إنجاز المشروع، مستندًا في ذلك إلى الدراسات الأولية التي تم إنجازها.

ومع ذلك، لا تزال الدراسات النهائية لم تُستكمل بعد، وهو ما أثار تساؤلات متزايدة حول سبب هذا التأخر، خاصة مع تضارب الأنباء بشأن العقبات الإدارية والفنية التي تعترض المشروع، وهو ما جعله حبيس دواليب المجلس الجماعي.

في ظل هذا التعثر، قرر أحمد مفتاح، نائب رئيس مقاطعة عين الشق، توجيه مراسلة مستعجلة إلى نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، مطالبًا بتوضيح مستجدات هذا المشروع التنموي الذي يترقبه السكان منذ سنوات.

في المراسلة، عبّر مفتاح عن قلقه من غياب الوضوح بشأن الإجراءات المتبقية لاستكمال المشروع، مشيرًا إلى أن عدداً من الملاحظات أُثيرت خلال مناقشة الاتفاقية داخل اللجنة المختصة وأثناء انعقاد الدورة التي صادق فيها المجلس على المشروع.

من بين هذه الملاحظات، برزت تساؤلات حول أداء الشركة المكلفة بإنجاز الدراسات ومدى قدرتها على مواكبة متطلبات المشروع بالشكل الذي يضمن تحقيق أهدافه المرجوة.

كما أُثيرت انتقادات حول بعض النواقص التي يعاني منها التصميم الأولي، خاصة فيما يتعلق بالمرافق المقترحة، والتي اعتُبرت غير كافية لتلبية الاحتياجات الفعلية للمنطقة وسكانها.

رغم هذه التحفظات، أكد المسؤولون خلال اجتماعات المكتب المسير أن المشروع سيظل وفيًا لفكرته الأصلية، مع إدخال التعديلات اللازمة لتعزيز جودته وتحقيق تطلعات الساكنة.

في مراسلته، شدد مفتاح على ضرورة تقديم توضيحات وافية حول الوضع الحالي للمشروع، مع تحديد الخطوات العملية التي سيتم اتخاذها لمعالجة العوائق التي تُعرقل تنفيذه.

كما حذر من مغبة اتخاذ قرارات متسرعة قد تُفاقم حالة الجمود التي يعاني منها المشروع، مشددًا على أهمية الالتزام بالمساطر القانونية المعتمدة في تدبير المشاريع التنموية الكبرى.

هذا المشروع، الذي كان يُنظر إليه في بدايته كإضافة نوعية للبنية التحتية الاجتماعية والثقافية والرياضية في منطقة عين الشق، بات اليوم محور تساؤلات واتهامات متزايدة حول تأخر إنجازه وأسباب تعثره.

وبينما تترقب الساكنة خطوة حاسمة من مجلس جماعة الدار البيضاء لرفع اللبس عن مصير المشروع، تظل الأنظار متجهة إلى الرئيسة نبيلة الرميلي، باعتبارها المسؤول الأول عن تقديم التوضيحات اللازمة واتخاذ القرارات المناسبة لضمان خروج هذا المشروع إلى النور.

مع استمرار الغموض المحيط بمشروع "أرض الخيرية"، يعيش سكان عين الشق حالة من القلق والتوجس، خشية أن يتحول حلمهم بقطب اجتماعي وثقافي ورياضي متكامل إلى مجرد مشروع آخر ينضم إلى قائمة المشاريع المعطلة التي لم ترَ النور، رغم الميزانيات المرصودة والوعود التي قُدمت بشأنه.

آخر الأخبار