"هشام جيراندو".. على قدر الألم يأتي صراخ النصاب

كلما علا صراخ النصاب "هشام جيراندو"، كلما كشف أنه محاصر وأنه يستشعر دنو نهايته، وبأن وقت الحساب سيحين ليؤدي ما بذمته لضحايا لطالما رقص على آلامهم وطرب لدموعهم.
وبينما تمادى النصاب كثيرا في غيه، ها هو الآن يعد أيامه وهو يرى بأم عينيه ما بناه من التشهير بالناس، وابتزازهم يتداعى وهو على يقين بأنه قريبا سيتهاوى، مما جعله يحضر مرغما لليلة سقوطه.
وإذ فوَّت "هشام جيراندو" كل ممتلكاته ومتاعه لزوجته، التي قبلت على مضض، رغم ما قد يجره عليها من مكاره ونوائب، فإنه قرر الهرب بعيد عن كندا، التي تزعزعت فيها خاطره، ووقف على حقيقة أنه غير منيع من أي متابعة قضائية هناك.
ومع توالي الأيام، أصبح يضيق الخناق شيئا فشيئا، على المبتز الذي شرب من كأس الحقارة حتى الثمالة، فلم يجد بدا غير التفكير في الهرب بعيدا إلى آسيا، فكان أن حول فيديوهاته، التي اعتاد فيها استهداف ضحاياه، إلى ترنيمات بكائية.
وبقي للنصاب فقط أن يذرف فيها الدمع الهتون، في كل طلى له، لعله يناجي ضحاياه ليصفحوا عنه، وليطلب العفو، عما اقترفه من آثام وما ترسب في سجله من خطايا، وهو الذي كان يظن نفسه غير معني بالحساب يوما.
ولقد انغلقت الأبواب وسدت الطرق في وجه النصاب، فلم يعد يستطيع غير الوعيد والتهديد مثل أي رعديد لا يقوى على مواجهة مصيره بصدر عار، وهو الذي طالما تجاسر على ضحاياه وهو يرشقهم ويرميهم بالأراجيف، حتى أذن القدر أن يقدم الحساب.
وفيما نفذ رصيد النصاب المارق من الابتزاز والتشهير، فإنه لم يجد له من بد غير محاولة تهديد الدولة المغربية، ومؤسساتها وكأن بها عابئة به، وقد غاب عنه أنه سيساق إلى مصيره الموعود بالقانون ولا شيء غيره القانون، وهو أمر قريب لو يعلم.