الديربي يعود إلى بيته.. اجتماعات مكثفة لضمان جاهزية "دونور"
تشهد مدينة الدار البيضاء تحركات مكثفة واجتماعات تنسيقية متواصلة بين مختلف الأطراف المعنية لضمان تنظيم حدث رياضي بارز يليق بمكانة كرة القدم الوطنية.
في هذا الإطار، تواصل السلطات المحلية، وشركة "سونرجيس" المسؤولة عن إدارة الملاعب الكبرى، وناديا الوداد والرجاء، العمل بشكل مكثف من أجل إخراج مباراة الديربي المنتظرة بين الغريمين التقليديين في أبهى حلة، مما يجعلها عرسًا رياضيًا بامتياز.
ويحظى هذا الحدث الكروي بمتابعة دقيقة من طرف الجهات المسؤولة، التي تسعى لضمان أفضل الظروف الممكنة لإقامة المباراة بحضور الجماهير، مع الالتزام بكافة التدابير التنظيمية والأمنية اللازمة.
وفي هذا السياق، أكد كريم الكلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع، أن جميع الاستعدادات تسير وفق المخطط الموضوع، مشيرًا إلى أن اللقاء المرتقب بين الوداد والرجاء سيقام في موعده المحدد يوم السبت 12 أبريل 2025 بمركب محمد الخامس.
وأضاف الكلايبي في تصريحه الذي توصلت به "الجريدة 24" أن المركب سيظل مفتوحًا لاستضافة ما تبقى من مباريات البطولة الاحترافية، مما يضع حدًا للتكهنات التي راجت حول إمكانية تغيير الملعب أو تأجيل المباراة.
وشدد على أن كافة الأطراف المعنية تعمل بجد لضمان نجاح هذا العرس الكروي الذي ينتظره عشاق الكرة المغربية بفارغ الصبر.
وتشكل عودة الجماهير إلى مدرجات مركب محمد الخامس دفعة معنوية كبيرة لكل من الوداد والرجاء، حيث يعول الفريقان على دعم أنصارهما لتحقيق نتيجة إيجابية في هذه المواجهة الحاسمة.
كما أن الحدث سيشكل فرصة لاستعراض الإمكانيات التنظيمية للمغرب، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى في المستقبل.
ويعد هذا المركب، الذي شهد محطات كروية تاريخية، أحد المعالم الرياضية الأبرز في المغرب، مما يجعل تطويره ضرورة وليس خيارًا.
التحسينات التي شهدها الملعب لحد الآن تشمل تجديدًا كاملًا لمستودعات الملابس، حيث تم تزويدها بأحدث المرافق التي توفر بيئة احترافية تليق بالفرق المحلية والدولية. كما تم تحديث مدرجات الجماهير بكراسٍ جديدة توفر راحة أكبر للمشجعين، في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة الحضور وتعزيز متعة متابعة المباريات من داخل الملعب.
ولم تقتصر الإصلاحات على الجانب الفني والبنية التحتية، بل شملت أيضًا تحسين المرافق الخاصة بالإعلاميين، حيث تم تجهيز قاعات الصحافة بأحدث المعدات التكنولوجية لضمان تغطية إعلامية سلسة واحترافية للفعاليات الرياضية.
ومن بين أبرز التحديثات التي شهدها المركب، تركيب نظام "VAR" في غرفة التحكيم، مما سيساهم في ضمان دقة القرارات التحكيمية، إلى جانب تحديث قاعة المؤتمرات الصحفية بأحدث التجهيزات السمعية والبصرية.
وفي إطار توفير تجربة رياضية متكاملة، تم تركيب شاشات عملاقة عالية الجودة تتيح للجماهير متابعة تفاصيل المباريات بوضوح غير مسبوق، إضافة إلى تحديث أنظمة الصوت والإضاءة، مما يعزز الأجواء التفاعلية داخل الملعب، ويضاهي أجواء أبرز الملاعب الأوروبية الكبرى.
هذه الإصلاحات تأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى جعل الدار البيضاء مركزًا رياضيًا إقليميًا، وتعكس التزام السلطات بتحويل مركب محمد الخامس إلى منشأة رياضية بمعايير عالمية.
ويشكل هذا المشروع جزءًا من الجهود الوطنية لتعزيز البنية التحتية الرياضية، استعدادًا لاحتضان أكبر الفعاليات الكروية في العالم.
وبهذا، يتضح أن مركب محمد الخامس ليس معروضًا للبيع، بل يشهد عملية تطوير مكثفة تهدف إلى الارتقاء به إلى مصاف الملاعب العالمية، تأكيدًا على المكانة التي يحظى بها في قلب الجماهير المغربية، ودوره المحوري في المشهد الرياضي الوطني والدولي.
