جهة الدار البيضاء سطات تطلق حملة لهدم المستودعات العشوائية المخالفة للقانون

الكاتب : انس شريد

07 أبريل 2025 - 07:30
الخط :

تتواصل في جهة الدار البيضاء سطات حملة واسعة النطاق تقودها السلطات المحلية بأوامر من والي الجهة محمد امهيدية، تستهدف الهدم الفوري للمستودعات العشوائية التي ظلت لسنوات طويلة قائمة خارج أي إطار قانوني، والتي كانت تُستخدم في أنشطة غير منظمة، سواء من طرف باعة المواد الغذائية بالجملة.

هذه العملية، التي جاءت كجزء من استراتيجية شاملة لإعادة النظام إلى المجال الترابي، بدأت تكشف عن معطيات مثيرة تتعلق بتورط جهات كانت تُعتبر إلى وقت قريب فوق الشبهات.

في قلب هذه الحملة، تتعالى الجرافات لتُسقط جدرانًا صمتت طويلاً عن تجاوزات جسيمة، حيث لم تكن تلك المستودعات مجرد بنايات إسمنتية مخالفة، بل كانت تمثل غطاءً لممارسات اقتصادية شابتها تجاوزات قانونية ومالية وأمنية.

ووفقا لما توصلت به الجريدة 24 من مصادرها فإن عددًا من تلك المستودعات تم تشييدها قبل أكثر من 10 سنوات، وظلت تُستغل في الخفاء من طرف شركات للتخزين المواد الغذائية، دون ترخيص قانوني أو احترام لأبسط معايير السلامة.

 

واستُخدمت لتخزين المواد الغذائية أو كيميائية أو خاصة بالغيارات السيارات، ضاربة عرض الحائط بالقوانين التي تنظم مجال التخزين والسلامة المهنية، مما جعلها قنابل موقوتة تهدد بانفجار كارثة في أي لحظة، خاصة في حالة اندلاع حريق أو تسرّب محتويات تلك الوثائق الحساسة.

الوضع لم يكن فقط خرقًا لقانون التعمير أو التنظيم الاقتصادي، بل شكّل مساسًا حقيقيًا بالأمن العام والاقتصاد الوطني، حيث أشارت تقارير محلية إلى أن بعض هذه المستودعات كانت توفّر غطاءً لأنشطة مشبوهة محتملة، بما في ذلك التهرب الضريبي وتشغيل اليد العاملة في ظروف غير قانونية، ما يتعارض مع مدونة الشغل وحقوق العمال.

وتُجمع مختلف المتابعات الميدانية على أن العملية الجارية لم تأتِ بشكل عشوائي أو انتقائي، بل تم التخطيط لها وفق معايير واضحة، حيث تم استهداف جميع المنشآت غير القانونية دون تمييز بين مالكٍ ذي نفوذ سياسي أو اقتصادي وآخر بسيط.

وقد عرفت إقليم النواصر على مستوى بوسكورة والمكانسة وضواحيها، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجهة الدار البيضاء سطات، لوحدها هدم العشرات المستودعات إلى حدود الساعة، في مشهدٍ يعبّر عن تحوّل جذري في منهجية تعاطي الدولة مع مظاهر الفوضى العمرانية والاقتصادية، في إطار نهج المغرب لمسلسل التطور ورصد الاختلالات، خاصة أن البلاد مقبلة على استضافة كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025.

آخر الأخبار