بنسعيد يُفند اتهامات المحاباة: ثلاث شركات فقط استوفت معايير الجودة في معرض الكتاب

الكاتب : انس شريد

07 أبريل 2025 - 08:30
الخط :

في خضم تصاعد الجدل السياسي حول صفقات تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب، خرج وزير الثقافة والشباب والتواصل، المهدي بنسعيد، عن صمته ليدافع بقوة عن شفافية المساطر المعتمدة، ويضع النقاط على الحروف في مواجهة الانتقادات التي وجهتها المعارضة البرلمانية بخصوص الشركات المتعاقدة مع الوزارة.

فوسط اتهامات تدور في فلك المحاباة وتفضيل شركات بعينها، بدا الوزير حازمًا في خطابه، مؤكدًا أن الوزارة تحترم بحذافيرها كل الإجراءات القانونية والإدارية، وأن الصفقات التي أُبرمت خضعت لمراقبة دقيقة ومعايير صارمة لا تقبل التأويل.

تصريحات بنسعيد جاءت خلال ندوة صحفية عقدها بالرباط، قُدمت فيها الخطوط العريضة للنسخة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ستحتضنها العاصمة من 18 إلى 28 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.

وفي هذا السياق، أوضح الوزير أن اختيار الشركات المنظمة لم يكن ارتجاليًا، بل تم وفق دفتر تحملات دقيق، يراعي الجودة والاحترافية قبل أي اعتبار آخر.

وأكد أن الوزارة لا يمكن أن تجازف بسمعة حدث ثقافي بهذا الحجم، من خلال التعاقد مع شركات غير مؤهلة أو تفتقر للكفاءة المطلوبة، لأن ذلك سيفتح الباب أمام موجة انتقادات أشد، ويضرب في عمق الجهود المبذولة لرفع مستوى المعرض.

الوزير شدد على أن ثلاث شركات فقط تمكنت من تلبية معايير الجودة الصارمة التي حددتها الوزارة، وأن هذه الشروط لم تكن شكلية أو انتقائية، بل ضرورية للحفاظ على صورة المغرب الثقافية، خاصة في حدث يزوره الآلاف من المواطنين، ويستقطب ضيوفًا من مختلف دول العالم.

وقال إن النجاح التنظيمي لهذا الحدث لا يتحقق بقرارات فوقية، بل من خلال شراكة واسعة ومثمرة مع مؤسسات داعمة، مثل مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس مدينة الرباط، اللذان لعبا دورًا محوريًا في توفير الدعم المالي واللوجستي، ما مكّن من تحسين شروط العرض والاستقبال عامًا بعد عام.

وفي رسالة واضحة إلى منتقديه، أشار بنسعيد إلى أنه لولا التنسيق المتواصل مع مختلف الفاعلين، لكانت الوزارة نفسها عرضة لانتقادات من نوع آخر، تتعلق بسوء التنظيم وضعف البنية الثقافية المصاحبة للمعرض.

ومن هذا المنطلق، اعتبر أن الوزارة اختارت التركيز على الجوهر لا المظاهر، وفضلت الاستثمار في الجودة بدل الانجرار وراء مناقصات شكلية قد تؤدي إلى نتائج هزيلة على أرض الواقع.

ويشارك في الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ستحتضنها مدينة الرباط من 18 إلى 28 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حوالي 775 عارضا، يمثلون 51 بلدا، موزعين ما بين 311 عارضا مباشرا، و464 عارضا بالوكالة، يقدمون ما مجموعه 100 ألف عنوان.

وسيعرف برنامج هذه الدورة، الذي جرى تقديمه اليوم الاثنين بالرباط خلال ندوة صحفية، مساهمة مجموعة مـن الباحثين والكتاب والمبدعين فى مختلف أصناف الفكر والإبداع، من داخل المغرب وخارجه، بمعدل 26 نشاطا فى اليوم، يشارك فيها ما مجموعه 762 متدخلا عبر العديد من الندوات العامة، واللقاءات الفكرية، والليالي الشعرية، والحوارات المباشرة وتقديم الإصدارات الجديدة.

بهذا الزخم، تسعى الوزارة إلى ترسيخ المعرض الدولي للنشر والكتاب كموعد ثقافي سنوي يحتفى فيه بالإبداع والمعرفة، دون أن تفقد البوصلة في ما يتعلق بالشفافية، والدقة، وحسن التدبير.

ورغم أن الجدل لم يخفت بعد، إلا أن بنسعيد بدا واثقًا من أن الأرقام والنتائج هي من ستحسم الموقف، وليس الضجيج السياسي المؤقت.

آخر الأخبار