هل يقود المغرب نسخة تاريخية من المونديال بـ64 منتخبا؟

في خطوة قد تغيّر ملامح النسخة المقبلة من كأس العالم، تقدم اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الدولي للعبة، يدعو فيه إلى رفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2030 من 48 إلى 64 منتخبًا.
المقترح، الذي وصفه متابعون بالجريء والاستثنائي، يأتي احتفالًا بمرور مئة عام على انطلاق أول نسخة من البطولة العالمية، ويقترح تطبيق هذا التغيير لمرة واحدة فقط، على أن يعود عدد المنتخبات إلى صيغته الحالية في نسخة 2034 المرتقبة بالمملكة العربية السعودية.
وحملت المبادرة توقيع رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية، أليخاندرو دومينغيز، الذي شدد على أن الذكرى المئوية لكأس العالم لحظة فريدة تستدعي احتفالًا يرقى إلى مستوى الحدث.
وقال دومينغيز، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للكونميبول، إن هذه المناسبة يجب أن تكون "عالمية بحق"، عبر إشراك أكبر عدد ممكن من المنتخبات من مختلف القارات.
مشيرًا إلى أن "الاحتفال بمئوية كأس العالم لا يتكرر، لذا يجب أن يشعر الجميع بأنهم جزء من هذا الحدث، حتى لا يبقى أحد خارج هذه التجربة الإنسانية والرياضية".
هذا المقترح يتزامن مع الاستعدادات المكثفة التي تبذلها الدول الثلاث المضيفة، المغرب وإسبانيا والبرتغال، لتنظيم نسخة استثنائية بكل المقاييس.
فبعد الظفر بشرف الاستضافة المشترك، بدأ العمل على رسم ملامح بطولة تحمل رسائل تتجاوز المستطيل الأخضر، وتطمح إلى أن تكون جسرًا بين القارات، ومنصة لتكريس القيم الإنسانية والتنموية.
المغرب، من جانبه، يسير بخطى واثقة نحو تحقيق رؤية طموحة تستثمر في كرة القدم كقوة ناعمة، ومحرك للتنمية والارتقاء المجتمعي.
وأكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال مشاركته في "قمة الكرة العالمية" بمدينة سلا، أن المغرب لا يراهن فقط على نجاح تنظيمي، بل يطمح إلى تحقيق إنجاز تاريخي.
وعبّر لقجع عن أمله في أن يشهد مونديال 2030 نهائيًا يجمع بين المغرب وإسبانيا، في تكرار لمواجهة مونديال قطر، ولكن بنكهة أكبر وأمام جمهور مغربي متعطش لملاحم كروية من العيار الثقيل.
وشدد لقجع على أن تنظيم كأس العالم ليس غاية في حد ذاته، بل جزء من مسار طويل بدأ منذ ربع قرن، يهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير المرافق الحيوية.
كما أكد أن المغرب، سواء بتنظيم المونديال أو بدونه، ماضٍ في تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات النقل الجوي، والسكك الحديدية، والملاعب، مشيرًا إلى أن فوز المملكة بشرف التنظيم ساهم فقط في تسريع وتيرة هذه الأوراش.
وستكون النسخة المرتقبة من كأس العالم الأولى من نوعها التي تقام على امتداد قارتين، إفريقيا وأوروبا، وهو ما يمنحها طابعًا رمزيًا خاصًا، يُجسد التقارب الجغرافي والثقافي بين ضفتي المتوسط.
كما أن انطلاقتها المقرر أن تكون من أمريكا الجنوبية، وتحديدًا من الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي، ستشكل لحظة استثنائية تعيد البطولة إلى حيث وُلدت قبل قرن من الزمن، في لمسة وفاء للتاريخ الكروي.
ومع اتساع النقاش حول إمكانية رفع عدد المنتخبات إلى 64، تبدو نسخة 2030 مرشحة لأن تكون أكثر من مجرد بطولة عالمية، إنها احتفال بالتاريخ، واستثمار في الحاضر، ورهان على المستقبل، حيث تتقاطع الرياضة مع السياسة والتنمية والثقافة، في تظاهرة قد تعيد تعريف مفهوم كأس العالم كما نعرفه.