الشابي وموكوينا.. من يُكسر نحسه أولا في ديربي فقد نكهته؟

يشهد ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد، في نسخته الحالية، الكثير من التوترات والتقلبات، ليس فقط على مستوى الترتيب أو الأداء، بل كذلك في تفاصيله الفنية والتكتيكية التي تجعل من هذه المواجهة واحدة من أكثر الديربيات تعقيدًا خلال السنوات الأخيرة.
وسيقود المدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا الوداد للمرة الثانية في ديربي البيضاء، بعد أن أشرف على الفريق خلال مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
ورغم تجاربه السابقة، ما زال التونسي لسعد الشابي يطارد فوزه الأول في ديربي الدار البيضاء. فقد خسر مرتين بالنتيجة نفسها هدفين لواحد، الأولى أمام مواطنه فوزي البنزرتي حين خلف جمال السلامي في منتصف موسم "كورونا"، والثانية في الموسم الموالي على يد وليد الركراكي.
أما مواجهته الثالثة، فكانت أقل مرارة، لكنها لم تحمل الانتصار المنتظر، حيث انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله أمام الركراكي مجددًا.
وإن اختلفت الأسماء والظروف، فإن ما يجمع الشابي وموكوينا قبل هذه القمة هو طموح مشترك: تحقيق أول انتصار لهما في الديربي، وكسر سلسلة النتائج الرمادية التي تطارد كل واحد منهما.
السياق الذي يسبق هذه المواجهة لا يبعث على الكثير من الحماسة بالنسبة لعشاق الفريقين، فقد خرج كل من الرجاء والوداد من سباق كأس العرش بطريقة صادمة، ليخسرا بذلك آخر رهانات الموسم، ويظلا بعيدين عن التتويج المحلي.
ويقبع الرجاء، الذي يعاني من تذبذب في الأداء، في المركز الثامن بـ37 نقطة، في وقت يتمسك فيه الوداد بالمركز الثالث بـ43 نقطة، دون أن يتمكن من مجاراة إيقاع المتصدر، ما يجعل من حظوظه في المنافسة على اللقب شبه منعدمة.
وأعلنت الجماهير، التي لطالما كانت وقود الديربي ومصدر زخمه، عن غيابها هذه المرة.
وقررت فصائل الألتراس المساندة للفريقين مقاطعة المباراة، في خطوة احتجاجية على ما تعتبره اختلالات متواصلة في التسيير، واختيارات إدارية لم تعد تعكس تطلعات المدرجات.
قرار المقاطعة ليس عابرًا، بل يعكس حالة من الفتور العميق والثقة المهزوزة بين الجماهير ومجالس الإدارات، ويؤشر على مرحلة غير مسبوقة من الجفاء، ما قد يلقي بظلاله على أجواء المباراة وحتى على تركيز اللاعبين داخل رقعة الميدان.
ووسط هذا المشهد المرتبك، يجد كل من موكوينا والشابي نفسيهما أمام اختبار شخصي حاسم، يتجاوز حسابات النقاط والترتيب، إلى رهان معنوي كبير يتمثل في تحقيق أول فوز في الديربي.
فموكوينا، الذي فقد جزءًا كبيرًا من دعم الأنصار بعد الإقصاء من كأس العرش، يبحث عن استعادة الثقة، فيما يراهن الشابي على كسر عقدة الديربي، بعد ثلاث محاولات سابقة انتهت دون انتصار.
الأكيد أن ديربي هذه النسخة لا يشبه سابقيه، فهو بلا جمهور، وبلا أمل حقيقي في الألقاب، لكنه مشحون بكل عناصر الضغط والتحدي، وقد يكون نقطة التحول في مسار أحد المدربين، أو الفصل الأخير في موسم للنسيان، كتبه الفريقان بأنفسهما بعد سلسلة من الانكسارات الكروية والإدارية.