الوداد والرجاء يتقاسمان النقاط في ديربي الدار البيضاء

وسط أجواء مشحونة بالحماس والتشويق، أسدل الستار على أحد أكثر الديربيات انتظارا في الكرة المغربية، حيث انتهت القمة الكروية بين قطبي البيضاء، الوداد والرجاء، بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لمثله، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، في إطار الجولة السادسة والعشرين من الدوري الاحترافي المغربي.

لقاء حمل في طياته كل معاني الندية والإثارة، لكنه لم يسفر عن فائز، ليتقاسم الفريقان النقاط في مباراة حفلت بالتشويق ولقطات فنية رفيعة، وأخرى مثيرة للجدل.

منذ الدقائق الأولى، بدت ملامح اللقاء واضحة؛ رغبة جارفة من الطرفين في حسم النزال لصالحهما، واستعراض للمهارات في وسط ميدان بدا كأنه ساحة صراع لا مجال فيه للتراجع.

ودخل الوداد اللقاء باندفاع هجومي ملحوظ، معتمداً على الضغط العالي والانتشار السريع، وهو ما أثمر عن ضربة جزاء في الدقيقة 18 ترجمها محمد رايحي إلى هدف التقدم.

مشجعو الفريق الأحمر لم يكدوا ينتهون من الاحتفال حتى جاء الرد سريعاً من الجهة المقابلة، حيث تمكن الحسين رحيمي من إعادة الرجاء إلى أجواء اللقاء بهدف التعادل في الدقيقة 27، مستفيداً من هفوة دفاعية لم يتردد في استغلالها ببرودة أعصاب.

لم يعرف الشوط الأول لحظات هدوء، بل كانت وتيرته متسارعة، بل وجنونية في بعض اللحظات، حيث تبادل الفريقان الكرات والتدخلات والخطط التكتيكية في محاولة لفرض السيطرة.

في الشوط الثاني، بدا أن كلا المدربين أجرى بعض التعديلات التكتيكية، فشهدنا انضباطا دفاعيا أكبر، مع تراجع ملحوظ في النسق الهجومي، رغم بعض المحاولات الفردية التي كادت أن تغير مجرى اللقاء.

وأظهر الوداد نوايا هجومية في الدقائق الأولى من هذا الشوط، واستحوذ على الكرة بنسبة أكبر، لكنه اصطدم بدفاع منظم من الرجاء، الذي لم يتوان عن اللجوء إلى المرتدات السريعة، خاصة عبر أجنحته النشيطة.

ورغم بعض الفرص التي ألهبت المدرجات وأوقفت أنفاس الجماهير، إلا أن الشباك بقيت على حالها، ومرت الدقائق الأخيرة من اللقاء وسط توتر ملحوظ وتدخلات حاسمة من حراس المرمى، لتنتهي المواجهة على نتيجة تعادل ربما لم تُرضِ الطرفين، لكنها عكست بشكل صادق تقارب المستوى بين الفريقين في هذه المرحلة من الموسم.

بهذا التعادل، رفع الوداد رصيده إلى 44 نقطة في المركز الثالث، محافظاً على آماله في المنافسة على بطاقة التأهل للعصبة الافريقية، فيما وصل الرجاء إلى النقطة 38 في المركز السابع، وهو ترتيب لا يليق بطموحات جمهوره، ويبعده عن المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الافريقية.