الجهات المنتخبة تمرّ للسرعة القصوى لإنهاء معضلة الدفن بالبيضاء وضواحيها

الكاتب : انس شريد

15 أبريل 2025 - 09:30
الخط :

تسارعت الخطى في الأسابيع الأخيرة نحو استكمال مشروع مقبرة الإحسان بجماعة سيدي حجاج واد حصار، بإقليم مديونة، في محاولة جادة من الجهات المنتخبة لإيجاد مخرج نهائي لمعاناة الدفن في مدينة الدار البيضاء وضواحيها، التي تعاني منذ سنوات من ضغط خانق على مستوى البنية التحتية الجنائزية.

https://youtu.be/vQYlW1fsF-U?si=MdEiwIS8hQtfxjSP

ففي وقت لم تعد فيه مقابر العاصمة الاقتصادية قادرة على استيعاب أعداد الوفيات اليومية، ومع امتلاء جل المقابر الكبرى وعلى رأسها الغفران والرحمة، تحول مشروع مقبرة الإحسان إلى أولوية استعجالية، دفعت المجالس المنتخبة إلى "المرور للسرعة القصوى"، وفق ما كشفت عنه مصادر الجريدة 24، التي أكدت أن الأشغال تجاوزت عتبة 70 في المائة، وسط توقعات بإنهائها في غضون أشهر قليلة.

ويمتد المشروع الذي انطلقت أشغاله فعليًا في نونبر من سنة 2023، على مساحة تناهز 118 هكتارًا، ويُرتقب أن يُوفر ما لا يقل عن 43 ألف قبر، مما سيُخفف العبء عن مقابر المدينة لمدة تُقدّر بثلاثة عقود على الأقل، بحسب المعطيات الرسمية المتوفرة.

وبحسب مصادر الجريدة 24، فإن وتيرة الأشغال التي تشرف عليها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، تشمل حاليًا تهيئة ممرات المقبرة، وإنجاز المبنى الإداري، بالإضافة إلى مسجد مرفق، ليشكّل المشروع بذلك منشأة متكاملة من الناحية الهندسية والتنظيمية.

ويساهم في تمويل المشروع كل من المديرية العامة للجماعات الترابية، ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، والمجلس الإقليمي لعمالة مديونة، ومجلس جماعة سيدي حجاج واد حصار، بغلاف مالي إجمالي يصل إلى حوالي 75 مليون درهم.

ووفق البيانات الرسمية، تتوزع هذه الكلفة على الشكل التالي: 15.16 مليون درهم من المديرية العامة، و30.33 مليون درهم من الجهة، و15.16 مليون درهم من كل من المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي.

ورغم أن المشروع ظل لسنوات حبيس الرفوف والتأجيلات، إلا أن الانطلاقة الأخيرة شكّلت تحولًا كبيرًا في التعاطي مع أزمة الدفن، التي كانت تُنذر بانسداد كامل الأفق في وجه العائلات البيضاء في لحظات الفقد والموت، حيث كانت مقابر المدينة تستقبل يوميًا أعدادًا تفوق طاقتها الاستيعابية، في ظل غياب حلول عملية على الأرض.

وتؤكد الجهات المنتخبة أن أهمية المشروع لا تكمن فقط في تأمين فضاء لدفن الموتى، بل أيضًا في إحداث نقلة نوعية في تدبير الفضاءات الجنائزية، من خلال اعتماد تصور مندمج يراعي احترام شروط التنظيم والتجهيز، ويوفر مرافق أساسية لمواكبة أهالي المتوفين.

كما يُنظر إلى المشروع على أنه نموذج يمكن تعميمه على باقي الجهات الكبرى، التي باتت تشهد بدورها ضغطًا متزايدًا على مقابرها، خاصة في ضواحي المدن ذات الكثافة السكانية العالية.

وفي انتظار استكمال الأشغال وافتتاح مقبرة الإحسان رسميًا، يواصل الفاعلون المحليون تعبئة جهودهم لتفادي أي تأخر أو عراقيل محتملة قد تعيد أزمة الدفن إلى الواجهة من جديد.

TV الجريدة