الركراكي: نمر من فترات صعبة كمدربين.. وتجربة فينغر ملهمة

في أجواء مفعمة بروح التطوير والتبادل الكروي، شهدت مدينة الدار البيضاء صباح اليوم لقاءً تقنيًا بارزًا جمع بين عدد من الأطر الوطنية ومدربي البطولة الاحترافية ومدربي المنتخبات الوطنية، وبين أحد أعلام التدريب العالمي، الفرنسي آرسين فينغر، المدير التقني لقطاع تطوير كرة القدم العالمية داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
اللقاء الذي جاء في سياق برنامج تكويني يعكس الانفتاح المتزايد للكرة المغربية على المدارس الكروية العالمية، اعتبره الناخب الوطني وليد الركراكي محطة بالغة الأهمية ضمن مسار تطوير الكفاءات التقنية الوطنية، خصوصًا في ظل القيمة العلمية والرمزية التي يمثلها فينغر لدى الأطر التدريبية.
وفي تصريح خص به الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عبّر الركراكي عن تقديره الكبير لهذا اللقاء، قائلا: "من الجيد ملاقاة آرسين فينغر، إنه أسطورة عالمية بالنسبة للمدربين، تبادل الأفكار والنقاش معه مُفيد للغاية بالنسبة للمدربين الشباب والشغوفين".
وأوضح ربان "أسود الأطلس" أن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات هو بناء قاعدة صلبة من المدربين القادرين على تقديم الإضافة المرجوة سواء للبطولة المحلية أو للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، مضيفًا أن مسار أي مدرب لا يخلو من صعود وهبوط في الإيقاع، وهو ما يجعل من تبادل التجارب والاستفادة من مسارات المدربين الكبار أمرًا حيويًا ومُلهمًا.
واستحضر الركراكي المسيرة الطويلة للمدرب الفرنسي، الذي ترك بصمته التاريخية مع نادي أرسنال الإنجليزي، مبرزًا أن الاستفادة من خبراته، سواء من النجاحات التي حققها أو من الأخطاء التي مرّ بها، يشكّل قيمة مضافة كبيرة للأطر الوطنية التي تبحث عن التموقع بثقة على خريطة التدريب الكروي قاريا ودوليا.
اللقاء، الذي احتضنته الدار البيضاء، يأتي في وقت يشهد فيه المشهد الكروي المغربي دينامية قوية على مستوى التكوين والتأطير، ضمن استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تسعى إلى تعزيز البنية التحتية التقنية عبر تكوين مستمر وتأهيل نوعي للعنصر البشري، انسجامًا مع تطلعات المغرب في التموقع كقوة كروية صاعدة، وخصوصًا في أفق الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر الكرة الوطنية، وعلى رأسها تنظيم مشترك لكأس العالم 2030.
ويُشار إلى أن آرسين فينغر كان قد حل بالمغرب لحضور بعض اللقاءات الخاصة بكأس أمم أفريقيا لأقل من 17 سنة، التي تحتضنها المملكة، حيث تابع عن قرب الأداء اللافت لـ"أشبال الأطلس" الذين وصلوا إلى المربع الذهبي للمسابقة، ويواجهون اليوم منتخب الكوت ديفوار في لقاء حاسم نحو النهائي.
ويُعد حضور فينغر في هذا التوقيت بالذات، إشارة قوية على المكانة المتنامية للمغرب في الأجندة الكروية الدولية، ليس فقط من حيث التنظيم والمنافسة، بل أيضًا من حيث تطوير الرؤية الفنية والاستثمار في العقل التدريبي الوطني.