الركراكي: تجربتي مع "أسود الأطلس" ستنتهي إن لم نُتَوج بالكأس في المغرب

الكاتب : انس شريد

16 أبريل 2025 - 06:30
الخط :

خرج وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، بتصريحات حملت قدراً كبيراً من الوضوح والواقعية، واضعاً مصيره المهني على رأس "أسود الأطلس" في ميزان النتائج خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة، التي ستحتضنها المملكة المغربية صيف 2025.

ورغم أن عقده يمتد رسمياً حتى نهائيات كأس العالم 2026، فإن الركراكي لم يتردد في القول إن الفشل في التتويج بالكأس الإفريقية يعني، بالنسبة له، نهاية التجربة.

وقال المدرب الذي أعاد كتابة تاريخ المنتخب المغربي في مونديال قطر، في ظهوره ضمن برنامج "تشيرينغيتو" الإسباني، إن البطولة القارية المقبلة تمثل بالنسبة له لحظة الحقيقة، وإنه يدرك جيداً طبيعة العمل في عالم كرة القدم، حيث النتائج هي الحكم الأول والأخير.

وأكد أن الجماهير المغربية باتت تطمح لما هو أكبر، وأنه يتفهم هذه التطلعات، مشدداً على أن الهدف الآن هو تشكيل منتخب قادر على إسعاد الشعب المغربي وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره.

وتابع ذات المتحدث، أن عدد المباريات المتبقية قبل انطلاق المسابقة لا يتعدى سبع مواجهات، ما يستوجب حُسن الاختيار والاستعداد الجيد، إذ إن الزمن، كما عبّر، لا يرحم، خصوصاً حين تكون الجماهير تنتظر التتويج ولا شيء سواه.

في خضم هذه التحديات، لم يُخف الركراكي حنينه لعالم الأندية، وعبّر عن اشتياقه للعمل اليومي الذي يتيحه التدريب على المستوى المحلي، حيث تكون العلاقة أوثق مع اللاعبين، والزمن أكثر مرونة لتطبيق الأفكار والخطط.

ورغم أنه لمّح إلى إمكانية العودة إلى عالم الأندية مستقبلاً، إلا أن تركيزه، كما قال، منصب بالكامل حالياً على تحقيق النجاح مع المنتخب الوطني، بما في ذلك مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية في التصفيات الإفريقية والعالمية.

ملف مزدوج الجنسية ظل حاضراً بقوة في تصريحات الناخب الوطني، خصوصاً ما تعلق باللاعب لامين يامال، نجم برشلونة الإسباني، الذي أثار الكثير من الجدل بشأن هويته الدولية.

وكشف الركراكي أنه بذل جهداً كبيراً لإقناع اللاعب بالانضمام إلى صفوف المنتخب المغربي، وفتح قنوات التواصل مع أسرته ومحاميه، غير أن الخيار النهائي كان لصالح المنتخب الإسباني.

وأشاد المدرب بموقف يامال، الذي وصفه بالصادق والواضح، معتبراً أن اللاعب لم يستغل مسألة الانتماء المزدوج لأغراض تفاوضية، بل عبّر عن إحساسه الصادق بالانتماء لإسبانيا منذ البداية، وأبلغ قراره النهائي بكل احترام.

بالمقابل، تحدّث الركراكي عن الحالة المعاكسة التي جسدها إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، الذي اختار تمثيل المنتخب المغربي بعد تردد طويل. وقال إن دياز عاش صراعاً داخلياً بسبب خلفيته الثقافية المزدوجة، لكن التواصل معه كان مثمراً، وتم منحه المساحة الكافية لاتخاذ القرار دون ضغوط.

وأضاف أن المشروع الذي عرضه عليه طاقم المنتخب الوطني كان مقنعاً بما يكفي، وأن سعادته كبيرة باختيار دياز لحمل قميص المغرب، خصوصاً في هذا التوقيت الذي يحتاج فيه المنتخب إلى مزيد من العمق والجودة في الخط الأمامي.

في سياق متصل، واصل وليد الركراكي جولته الأوروبية لمتابعة اللاعبين المحترفين في عدد من الدوريات، حيث يتواجد حالياً في إسبانيا لمراقبة أداء بعض العناصر المرشحة للدخول في اللائحة النهائية للمنتخب خلال معسكر يونيو.

الركراكي بدا فخوراً أيضاً بالتقدم الذي أحرزه المنتخب المغربي في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس إفريقيا وكأس العالم، مشيراً إلى أن أسود الأطلس باتوا قريبين من ضمان التأهل إلى مونديال 2026، بعد سلسلة من الانتصارات المتتالية.

معتبراً أن تحول التأهل إلى المونديال إلى أمر "اعتيادي" لدى الجماهير يعكس تطور مستوى الطموحات داخل الشارع الكروي المغربي، وهو أمر يراه إيجابياً ويدل على نضج المشروع الرياضي.

وختم الركراكي رسائله دائماً بجرعة من الأمل والروح الوطنية، إذ شدد على أهمية أن يفرح الشعب المغربي، خاصة في المناسبات.

وأبرز ذات المتحدث، أن المغرب يعمل على بناء منتخب قوي، لا فقط لرفع الكأس القارية، بل من أجل الحفاظ على الاستمرارية التي باتت سمة هذا الجيل، متعهداً بمواصلة العمل الجاد لتقديم أفضل نسخة من "الأسود" في أكبر المحافل القارية والدولية.

آخر الأخبار