باها: الأشبال قاتلوا حتى الرمق الأخير.. وهذا التتويج هدية لشعب آمن بنا

الكاتب : انس شريد

19 أبريل 2025 - 08:30
الخط :

حقق المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة إنجازاً تاريخياً بتتويجه بلقب كأس أمم إفريقيا، عقب فوزه في النهائي على منتخب مالي بركلات الترجيح، في مباراة حابسة للأنفاس احتضنها ملعب "البشير" بمدينة المحمدية، وانتهت في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي.

هذا الإنجاز غير المسبوق للكرة المغربية في هذه الفئة السنية أثار احتفاء واسعاً وفتح صفحة جديدة في مسار "أشبال الأطلس" الذين أبانوا عن عزيمة قوية وقتالية كبيرة على امتداد مباريات البطولة.

نبيل باها، مدرب المنتخب المغربي، لم يُخفِ فرحته العارمة بهذا التتويج، مؤكداً أن نيل لقب قاري في أول تجربة تدريبية له يعد فخراً شخصياً ومهنياً، معرباً عن امتنانه لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكل الطاقم الإداري والفني، وكذلك الناخب الوطني وليد الركراكي على دعمه اللامشروط.

في ندوته الصحافية عقب المباراة، عبّر باها عن اعتزازه الكبير بأداء لاعبيه، مشيداً بروح الفريق والأسرة الواحدة التي تشكلت داخل المجموعة، ومؤكداً أن هذه الروح كانت مفتاح النجاح والتفوق رغم التحديات البدنية والذهنية التي واجهها اللاعبون في الأدوار النهائية من البطولة.

وتأثر باها بمقطع فيديو التُقط لوالد أحد اللاعبين، أحمد موهوب، خلال مواجهة نصف النهائي ضد كوت ديفوار، حيث شوهد وهو يرفع دعاءه خلال ركلات الترجيح، ظن باها أنه يدعو لابنه، لكن تبين لاحقاً أنه كان يدعو لابن المدرب، زياد باها، الذي كان أول من سجل في سلسلة الركلات.

هذا الموقف، كما صرّح باها، جسّد عمق التلاحم العائلي والإنساني بين مكونات الفريق، وأبرز القيم التي سادت داخل المعسكر الوطني طيلة فترة التحضير والمنافسات.

ولم يتردد باها في الإشادة بحارس المرمى شعيب بلعروش، الذي كان حاسماً في الركلات الترجيحية، مضيفاً أنه كان واثقاً في قدراته من البداية.

وأكد أن رسالته للاعبين قبيل تنفيذ الركلات كانت واضحة ومطمئنة: "اهدأوا، بلعروش سيتكفل بالمهمة".

هذا الإيمان بقدرة اللاعبين كان حاضراً منذ انطلاق المسابقة، رغم صعوبة بعض المواجهات ضد منتخبات قوية مثل جنوب إفريقيا وكوت ديفوار، حيث شدد باها على أن المنافسة في إفريقيا باتت أكثر شراسة وأن الكرة الإفريقية تملك المقومات للذهاب بعيداً في المحافل العالمية.

وأعلن المدرب المغربي أن الاحتفال بالتتويج سيستمر لأيام معدودة فقط، قبل الشروع في التحضيرات لنهائيات كأس العالم للفتيان، المقررة في قطر بين 3 و27 نونبر المقبل، مشيراً إلى أن الهدف المقبل هو تمثيل القارة الإفريقية والمغرب بأفضل صورة ممكنة في العرس العالمي.

واعتبر باها أن هذا التتويج ليس إنجازاً شخصياً أو جماعياً للفريق فقط، بل هو ثمرة دعم شعب بأكمله، من العائلات إلى الجماهير في المدن والقرى، الذين كانوا سنداً لأبنائهم وللمنتخب، ووجّه لهم رسالة شكر خاصة معتبراً إياهم شركاء في هذا النجاح التاريخي.

بهذا الإنجاز، تكون الكرة المغربية قد فتحت فصلاً جديداً في رهانها على الفئات الصغرى، التي أثبتت من جديد أنها خزّان للمواهب وقاعدة صلبة لمستقبل المنتخبات الوطنية.

ويبدو أن رهان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على التكوين والعمل القاعدي بدأ يؤتي ثماره، في ظل نتائج رياضية مشرفة واهتمام متزايد بتأطير الأجيال الصاعدة.

آخر الأخبار