هذه تفاصيل الحرب القذرة التي أعلنتها الجزيرة القطرية ضد موانيء المغرب انتقاما من "Maersk"

سمير الحيفوفي
حرب قذرة تلك التي تقودها شبكة الجزيرة القطرية ضد المغرب، وقد انبرت إلى التهييج ضده بترويج أخبارا عن رسو سفينة تابعة لشركة "Maersk" الدانماركية في ميناء طنجة الدولي، بدعوى أنها محملة بأسلحة أمريكية موجهة إلى إسرائيل، وإلى التعتيم عن مشاركة قوات قطر إلى جانب نفس البلد في مناورات عسكرية أخيرة في اليونان.
وفي استغلال سافر منها، لأذرعها الإعلامية، وجهت الشبكة القطرية دعايتها تجاه المغرب لتجد "العدلاوة" والـ"القناديل" و"نهجاوة"، الذين يتلقفون كل ما يبرِّد عنهم أحقادهم وضغائنهم تجاه الوطن الذي يأوون إليه، وهم الذين يحتمون بالصمت كلما أنَّ هذا الوطن، أو استدعت قضيته الأولى الاصطفاف والتراص في صف واحد باختلاف الأطياف.
ووجدت الشبكة القطرية في المغرب، من تلوك بأفواههم الثوم، من تجار القضية الفلسطينية، الذين يلعبون بورقة "غزة" قبل "تازة"، والذين ولم يبدر عنهم أي تذكر أو رد فعل تجاه، ما يلقاه المغرب من حركة "حماس"، التي لطالما أنعم عليها بالدعم والمساندة، ورغم ذلك لا تتردد في التودد لـ"بوليساريو" وصانعتها الجزائر، ضدا في القضية الأولى للمغرب.
ولا يعلم غثاء السيل، الذين يطلقون حناجرهم بالصراخ، في الأوقات التي ينتقونها، وتنسجم وخبثهم، أن الشبكة القطرية، إنما تخوض بهم حربا بالوكالة، ضد الشركة الدانماركية، التي أطلقت خطا بحريا تحت مسمى « JED-MED SHUTTLE»، والرابط بين مينائي طنجة المتوسط في المغرب وجدة في المملكة العربية السعودية.
وإذ انطلق الخط البحري الذي يهم رحلات تجارية أسبوعية، تربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر عبر المينائين المذكورين، أطلق في 6 يناير 2024، فإن قطر التي قررت إنشاء خط بحري بينها والجزائر لأجل تزويد أوربا بالغاز المسال، ترى فيما قامت به "ميرسك" تهديدا لها، وتعتبر « JED-MED SHUTTLE»، ضربا لمصالحها.
ولم تجد الشبكة القطرية من بُدّ غير التصرف لصالح البلد الذي يحتضن قاعدة "العيديد"، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، من أجل تأليب ضعاف العقول على السلطات المينائية في المغرب، لا نصرة لغزة ولكن لغاية قذرة، حتما لا يقف عند بشاعتها غير العقول الحصيفة، التي بإمكانها بعد الرجوع إلى الماضي القريب، الوقوف عند خبايا الحرب الدعائية التي تقيمها الجزيرة ضد المغرب وهي تريد الانتقام من "ميرسك".
وبالضبط في تاريخ 27 يوليوز 2023، كانت أعلنت قطر بشراكة مع "ميرسك"، عن إطلاق خط بحري جرت تسميته بـ"ME6 الشرق الأوسط" بين ميناء حمد وميناء طنجة المتوسط، مرورا بموانئ في السعودية، والإمارات وسلطنة عمان ومصر، وكما أن "ميرسك" دخلت في صفقة جديدة مع المملكة العربية السعودية، قررت الانتقام منها عبر الدعاية ضدها، فلم تجد غير "العدلاوة" والـ"القناديل" و"نهجاوة"، لتقيم انتقامها في استغلال سافر منها لقصر نظرهم وضعف عقولهم.
ويبطل السبب في الدعاية المغرضة التي يتعرض لها المغرب عبر الأذرع الإعلامية لقطر، متى خاض المرء كثيرا في التفاصيل، ففيها يلعب الشيطان، إذ لم تجد ما تصفي به حسابتها مع "ميرسك" غير توجيه الدفة مباشرة نحو مينائي طنجة المتوسط والدار البيضاء، بدعوى أن سفن شركة "Maersk"، تنقل أسلحة إبادة، ضد الغزاويين، بينما في القضية "إنَّ".
وليست "إنَّ" غير كون الشركة الدانماركية ضيعت على قطر، ملايير الدولارات، بعدما لجأت إلى المملكة العربية السعودية، ونسفت طموحها لتكون المهيمنة الوحيدة، كما كانت تحلم، على الخط البحري الرابط بين الشرق الأوسط وميناء طنجة المتوسط، وبالعودة إلى التقارب القطري الجزائري بشأن التعاون المينائي، ينكشف كيف أن نجاح الأخير، لا تراه قطر، إلا بضرب "ميرسك" وشراكتها المغربية السعودية، في حرب وقودها تجار القضية الفلسطينية.