صراع الكراسي في الانتخابات الجزئية.. الأحرار والبام في الصدارة والبيجيدي والكتاب بمقاعد معدودة

الكاتب : انس شريد

22 أبريل 2025 - 10:30
الخط :

شهدت مختلف أقاليم المملكة، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، تنظيم جولة من الانتخابات الجماعية الجزئية التي شكّلت محطة مفصلية في مسار إعادة ترتيب الخريطة السياسية المحلية، وسط تنافس حاد بين مكونات الأغلبية والمعارضة، خصوصاً بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، في مواجهة أحزاب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، وفيدرالية اليسار، والحركة الشعبية، وغيرهم.

بدايةً من إقليم تيزنيت، سجّل حزب التجمع الوطني للأحرار فوزاً كاسحاً، حيث تصدر النتائج في أربع جماعات ترابية، وهي جماعة أربعاء رسموكة بـ69 صوتاً مقابل 5 لحزب المغربي الحر، وجماعة المعدر الكبير بـ56 صوتاً مقابل 28 للمغربي الحر و4 للأصالة والمعاصرة، وجماعة اثنين أكلو بـ146 صوتاً مقابل 5 للمغربي الحر، ثم جماعة تاسريرت بـ37 صوتاً مقابل 5 لحزب الاستقلال.

في إقليم الجديدة، وضمن مشهد سياسي تنافسي، تمكن حزب الاستقلال من الظفر بمقعد جماعة أولاد حمدان، فيما فاز مرشح التقدم والاشتراكية، الذهبي الطواف، بالدائرة 9 بجماعة أولاد عيسى بـ153 صوتاً مقابل 70 لحزب الحركة الشعبية. كما عادت الغلبة في جماعة سبت سايس للحركة الشعبية.

أما في جماعة لغديرة، فقد تمكّن حزب التجمع الوطني للأحرار من إحراز فوز جديد، مؤكداً بذلك موقعه كقوة سياسية في الإقليم، معززاً برصيده في التنمية المحلية.

وفي جماعة العامرية بإقليم سيدي بنور، حسمت مرشحة حزب العدالة والتنمية، فوزية التاقي، المقعد المخصص للنساء بالدائرة 10 بـ159 صوتاً مقابل 93 لمرشحة الأصالة والمعاصرة.

وفي مدينة فجيج، شكّلت النتائج مفاجأة مدوية بفوز فيدرالية اليسار الديمقراطي بجميع المقاعد التسعة المتنافس عليها، في سابقة تعكس تحولاً في المزاج الانتخابي المحلي.

كما أحرز حزب الأصالة والمعاصرة تقدماً لافتاً في مناطق متفرقة، حيث فاز بمقعد جماعة أصيلة بعد تفوق مرشحه عبد السلام الهدوية بـ140 صوتاً مقابل 72 للاتحاد الدستوري و3 للاستقلال.

وفي جماعة لقصابي، فازت مرشحة الحزب، فتيحة المرزوقي، بـ75 صوتاً مقابل 63 لمنافستها عن حزب الاستقلال.

في إقليم بني ملال، تمكّنت النائبة البرلمانية مديحة خيير من قيادة حزب الاستقلال نحو ثلاثة انتصارات جماعية، أبرزها الفوز بـ404 صوتاً في قصبة تادلة مقابل 141 لفيدرالية اليسار، و191 صوتاً في جماعة سمكت مقابل 104 للتجمع الوطني للأحرار، و170 صوتاً مقابل 11 في جماعة أولاد يوسف.

وفي إقليم وزان، حقق حزب الأصالة والمعاصرة ثلاث انتصارات في جماعات تروال (الدائرة 8)، ازغيرة (الدائرة 13)، وأسجن (الدائرة 1)، بينما ظفر حزب الاتحاد الاشتراكي بمقعد جماعة موقريصات، وحصل التجمع الوطني للأحرار على مقعد جماعة زومي.

في جماعة صبويا بإقليم سيدي إفني، فاز مرشح التجمع الوطني للأحرار الحسن حميد بـ148 صوتاً في الدائرة 02. كما فاز مرشح الحزب ذاته، العربي أرموش، بمقعد الدائرة 11 في جماعة سيدي حساين أوعلي بـ72 صوتاً، متقدماً على الأصالة والمعاصرة بـ53 صوتاً، وحزب التقدم والاشتراكية بـ32 صوتاً.

في إقليم ورزازات، عزز حزب الأصالة والمعاصرة رصيده بثلاثة مقاعد عبر جماعات ترميكت، ويسلسات، وغسات، بينما فازت الحركة الشعبية بمقعدين في جماعتي ازناكن وتديلي.

ومن جهته، خسر التجمع الوطني للأحرار ثلاث مقاعد كانت بحوزته منذ انتخابات 2021.

في إقليم الخميسات، حصد مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، بوعزة الصباري، مقعد جماعة الرماني بـ101 صوت، متقدماً على مرشح الأحرار بـ59 صوتاً، ومرشح حزب النخلة بـ5 أصوات.

كما فاز حزب التقدم والاشتراكية بمقعدين، الأول في جماعة النيف بإقليم تنغير عبر المرشح العربي ناصر، والثاني في جماعة كلدمان بإقليم تازة من خلال المرشحة وفاء إفاخ.

وفي إقليم بولمان، ظفرت مرشحة الحركة الشعبية، فاطمة الزهراء بن جابر، بمقعد جماعة ميسور بـ127 صوتاً، متقدمة على مرشح التقدم والاشتراكية بـ51 صوتاً، فيما تم إلغاء 28 صوتاً.

بمنطقة مريرت، تمكن مرشح حزب الاستقلال عبد الواحد السالم من الفوز بـ129 صوتاً مقابل 102 للأحرار و3 لحزب الأمل، فيما أحرز الأحرار مقعد جماعة أم الربيع.

وفي جماعة العليين، فاز مرشح الأصالة والمعاصرة بلال المالكي الحلايبي بـ287 صوتاً مقابل 197 لمرشح منافس، ما عزز حضور الحزب داخل المجلس المحلي.

وتميّزت هذه الجولة من الانتخابات الجزئية بنزاهة عالية وأجواء تنافسية مسؤولة، وعكست بوضوح إعادة ترتيب ميزان القوى على المستوى المحلي، حيث برزت أحزاب الأغلبية الثلاثية (الأحرار، البام، الاستقلال) كمهيمنين على المشهد، بينما اكتفى كل من العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، وفيدرالية اليسار، بنتائج متفرقة تؤكد استمرار وجودهم دون اختراق فعلي للكتلة المهيمنة.

هذه الانتخابات شكّلت اختباراً ميدانياً حقيقياً لقدرة الأحزاب على الحفاظ على قاعدتها الشعبية أو توسيعها، كما أظهرت مدى تفاعل المواطنات والمواطنين مع التنافس الديمقراطي على المستوى المحلي، في أفق الاستعداد للاستحقاقات المقبلة.

آخر الأخبار