اتهامات ثقيلة تلاحقه.. بودريقة في قبضة العدالة المغربية بعد تسليمه من ألمانيا

حطت مساء الخميس بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء الطائرة التي تقل محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي والنائب البرلماني السابق، قادمة من ألمانيا، في مشهد أعاد اسمه إلى الواجهة بعد أشهر من الملاحقة القضائية.
بودريقة الذي وُجهت إليه تهم ثقيلة تتعلق بإصدار شيكات بدون رصيد، والنصب، والاحتيال، وتزوير وثائق، تم تسليمه رسميًا إلى السلطات المغربية، بعد أن استنفد جميع مراحل الطعن القانونية في ألمانيا دون جدوى.
لحظة وصوله إلى أرض الوطن، خرج بودريقة من المطار تحت حراسة مشددة، حيث رافقته عناصر من ولاية أمن الدار البيضاء مباشرة إلى مقر الولاية، استعدادًا لاستنطاقه بخصوص التهم المنسوبة إليه.
وسيُعرض في وقت لاحق على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، في خطوة أولى نحو استكمال فصول المتابعة القضائية التي باتت تحظى باهتمام واسع لدى الرأي العام الرياضي والحقوقي في المغرب.
وتعود فصول هذا الملف إلى السادس عشر من يوليوز 2024، عندما جرى توقيف محمد بودريقة في مطار هامبورغ بألمانيا، بناء على مذكرة توقيف دولية صادرة عن السلطات المغربية.
منذ ذلك التاريخ، دخلت القضية منعطفًا قانونيًا معقدًا، إذ خضع المعني بالأمر لإجراءات قضائية دقيقة امتدت على مدى شهور، بين مداولات المحكمة العليا بهامبورغ، ومراجعات المكتب الفيدرالي للعدالة التابع لوزارة العدل الألمانية.
وقد أصدرت المحكمة العليا في هامبورغ، خلال شهر فبراير 2025، قرارًا يقضي بقانونية تسليمه إلى المغرب، غير أن تنفيذ القرار ظل معلقًا إلى حين موافقة المكتب الفيدرالي الذي أخذ على عاتقه التحقق من مدى احترام المساطر القانونية وضمانات المحاكمة العادلة قبل إعطاء الضوء الأخضر النهائي.
وكانت هيئة دفاع بودريقة قد تقدمت، في محاولة أخيرة، بطعن أمام المحكمة الدستورية الألمانية في الرابع من أبريل الجاري، غير أن هذه الأخيرة رفضت الطعن دون تقديم مبررات، كما يجيز القانون الألماني، ليصبح قرار التسليم نافذًا بشكل لا رجعة فيه.
ومن المرتقب أن يقضي محمد بودريقة ليلته الأولى بسجن "عكاشة" بعين السبع، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التفصيلية التي يُرتقب أن تميط اللثام عن خلفيات وتفاصيل التهم التي لطالما أثارت الجدل، خاصة وأن اسم بودريقة ظل لسنوات من الوجوه البارزة في المشهد الرياضي والسياسي بالمغرب.
وفي انتظار الكلمة الفصل للقضاء، يترقب الشارع المغربي مجريات هذا الملف الذي لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات.