بنكيران: ندعو الجزائر إلى التعقل والكف عن نهج العداوة تجاه المغرب

وجه عبد الإله ابنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسائل قوية إلى نظام الكابرانات، داعيًا إياهم إلى مراجعة مواقفهم بخصوص قضية الصحراء المغربية، وإلى تغليب صوت الحكمة والتعقل على منطق العداوة.
وخلال كلمته اليوم السبت بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني التاسع للحزب بمدينة بوزنيقة، أكد بنكيران أن التاريخ أثبت بما لا يدع مجالا للشك خطأ تقديرات الجزائر فيما يتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وشدد بنكيران على أن وحدة الأمة العربية والإسلامية لا تتحقق بالضرورة عبر توحيد الرؤساء أو وزراء الخارجية، بل عبر توحيد الاقتصاد والسياسات الخارجية في احترام تام لسيادة كل بلد على أراضيه.
ووجه في هذا السياق حديثه المباشر إلى المسؤولين الجزائريين قائلا إن المغاربة لا يكنون للجزائريين سوى المحبة والإخوة، مشيرًا إلى أن مواقف حكام الجزائر ظلت أسيرة لحسابات خاطئة ومقاربات عدائية لا تعبر عن تطلعات الشعبين الشقيقين.
وأوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن قادة الجزائر ارتكبوا خطأ استراتيجيا منذ البداية عندما تبنوا أطروحة جبهة البوليساريو، مشيرًا إلى أنه كان الأجدر بهم أن يقوموا بالدور الذي أوصاهم به الدين الحنيف، والمتمثل في الإصلاح بين الإخوة، بدل الانحياز لطرف على حساب الحقائق التاريخية والجغرافية.
وأضاف بنكيران أن الوقت قد كشف خطأ الموقف الجزائري، وسيكشف أكثر مع مرور الزمن أن الصحراء كانت وستبقى جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي، مدعومة بإجماع وطني صلب وإرادة قوية من ساكنة الأقاليم الجنوبية.
وأبرز بنكيران أن الشعب المغربي، من طنجة إلى الكويرة، مؤمن بعدالة قضيته الوطنية، وأن الصحراويين يعتزون بانتمائهم للمغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، الذي يستمد مشروعيته من مرجعية دينية وتاريخية راسخة.
ولم يتردد في توجيه نداء صريح إلى قادة الجزائر قائلا إنه لا يعقل أن تظل أسطوانة العداء متواصلة في وقت تواجه فيه الأمة العربية والإسلامية تحديات مصيرية، وفي ظل معاناة شعب غزة وما تتعرض له القضية الفلسطينية من انتهاكات جسيمة.
ودعا بنكيران إلى تجاوز حالة التوتر المفتعل بين البلدين، وإلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، واستثمار الطاقات المشتركة في إطار من التكامل والتعاون بدل التفرقة والصراع.
وأكد أن المنطق السليم يقتضي فتح قنوات الترحيب وتبادل الكفاءات والثروات الطبيعية والبشرية بين المغرب والجزائر، بدل الاستمرار في إذكاء مشاعر العداء التي لا تخدم إلا أعداء الأمة.
كما جدد الحزب، عبر تقريره السياسي الذي تلاه بنكيران خلال المؤتمر، تأكيده على تشبثه بمغربية الصحراء، وإشادته بالإنجازات التي تتحقق تباعا تحت القيادة الملكية في مسار الحسم النهائي لهذا النزاع المفتعل.