مخيمات تندوف.. فوضى واطلاق الرصاص وفرار عناصر البوليساريو نحو المغرب

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

29 أبريل 2025 - 09:30
الخط :

منذ ايام، تشهد مخيمات الاحتجاز بتندوف والمخيمات المجاورة توترا واضطهادا تمارسه مليشيات البوليساريو وعناصر الجيش الجزائري ضد المحتدزين وكل من يحاول أن يفر من المخيمات من أجل اللجوء إلى المغرب هربا من جحيم هذه المخيمات.

هذه التوترات أكدت مرة أخرى أن منظومة عصابة البوليساريو تتهاوى يوما بعد يوم، لاسيما في ظل الضربات الديبلوماسية القاشية التي يوجهها المغرب لها.

وقالت منتدى فورساتين، الذي ينشط من داخل مخيمات تندوف، "لا حديث بمخيمات تندوف إلا عن هروب 3 عناصر من ميليشيات البوليساريو صوب المغرب، في عملية نوعية عبر خلالها المنشقون مناطق شاسعة قبل الوصول بأمان الى منطقة أم ادريگة قرب المنطقة العازل، وهم يرتدون الزي العسكري للبوليساريو ويرفعون شارة السلام البيضاء".
ووفق المصدر، فإن العناصر الثلاثة خططوا للعملية منذ مدة، وكانوا ينتظرون الوقت المناسب للتنفيذ، وشخص واحد فقط منهم هو من أبلغ أحد أفراد عائلته بقراره الفرار من المخيمات، وإعلان الانفصال عن جبهة البوليساريو.
العملية النوعية التي نفذها مجندون ضمن صفوف البوليساريو يشكل اعلانا صارخا لحالة التذمر التي تسود عناصر ميليشيات الجبهة، ويفند مزاعم الجبهة حول حربها الكاذبة ويكذب بالدليل ترهات بلاغاتها "العسكرية" التي تصدر يوميا، ولا علاقة لها بأرض الواقع .
المنشقون عن البوليساريو اكدوا تواصلهم مع المئات من المجندين المستعدين للهروب الجماعي من المخيمات متى ما سنحت لهم الفرصة لذلك، في دليل واضح عن هشاشة البنية العسكرية للبوليساريو وتآكلها، واعتمادها على المئات من الشباب والرجال الذين لا تربطهم بالمشروع الانفصالي سوى ظروف القهر والاحتجاز والخوف من البطش الجزائري والخوف على الأهالي، بينما قلوبهم تواقة الى الانعتاق والحرية والعودة بسلام الى أرضهم ووطنهم.
ولفت فوساتين إلى أن هروب وانشقاق المسلحين في عز ما تسميه البوليساريو حربا، يحيل الى طبيعة المناصرين لجبهة البوليساريو وحجمهم الحقيقي الذي لا يتجاوز اعدادا محدودة.

وفي ظل هذه الأحداث رصد المنتدى اشتباكات مسلحة حية وسط ساكنة المخيمات، حيث سجل تبادلا لاطلاق النار وإصابات أمام غياب تام لمليشيات البوليساريو.
وعمت فوضى عارمة بالمخيمات حيث كل يأخذ حقه بنفسه، وينتقم من غريمه، هجوم وهجوم مرتد، متسائلا حول من يحمي النساء والاطفال الصغار من هذا الكابوس المرعب.

ورصدت بعض مقاطع الفيديو لعناصر يرفعون شعارات تطالب بالسماح لهم بالرحيل الى المغرب والاستقرار فيه، بقولهم: "بغينا نروحو للمغرب" ، ويشتكون من اضطهاد البوليساريو والعسكر الجزائري بقولهم "دعيناكم لمولانا"، وهي الشعارات التي رددها محتجون في مخيم الداخلة، يقودهم أخ أحد ضحايا عملية الجيش الجزائري ومعه نساء من المخيم، حيث حاصروا سيارة الجيش واستولوا عليها، واجهوا الجنود وحاصروا سيارتهم وانتزعوها منهم، وغادر الجنود السيارة رافعين أسلحتهم في وجه المحتجين، لكن ذلك لم يخفهم بل زادوا من شعاراتهم وكالوا الشتائم للجيش الجزائري، وحتى ميليشيات البوليساريو فشلت في تهدئة الأوضاع.

وقبل حوالي أسبوعين، أقدم جنود جزائريون على إطلاق النار على شابين صحراويين قرب ما يسمى مخيم العيون، عندما كان الشابان يقومان برحلة بسيارة من نوع مرسيديس بين منطقة وادي الشق ومنطقة وادي الماء.

وحسب منتدى فورساتين فإن الشابين تفاجآ بدورية للجيش الجزائري على غير العادة وطالبهما أحد الجنود بالتوقف، لكن السائق شعر بالخوف وارتبك وهو يستحضر ما حدث بمخيم الداخلة بعد قتل الجيش الجزائري لشابين دون رحمة، فقرر عدم الامتثال للتعليمات رغم انه لا يحمل اية ممنوعات او مواد مهربة.
وحسب المصدر، وخلال محاولة الفرار أطلق عناصر الدورية الجزائرية النار على السيارة، وأصيبت السيارة بالكثير من الطلقات التي تسبب في تكسير زجاجها الامامي والخلفي وأصيبت إحدى عجلات السيارة ، وهيكلها الخارجي، لكن رغم اطلاق النار الكثيف واصل الشابان السير لمسافة كيلومتر قبل أن تتعطل بسبب كسر في "كارتير السيارة" ، وهو ما اضطر الشابان للترجل من السيارة والهروب صوب مخيم العيون جريا على الأقدام.

وعند وصولهما الى المخيم، يقول المصدر، اتصلا الشبابين بعائلتيهما، وقررت مجموعة من أقاربهم وذويهم الذهاب الى مكان الحادث للاحتجاج على الدورية الجزائرية ومحاولة قتلها لأبنائهم، والعمل على طردهم او مصادرة سياراتهم منعا لإيذاء صحراويين آخرين بسببهم، خاصة ان ذات المكان اعتاد الكثيرون المرور به ذهابا وإيابا، وبالتالي فتواجد الدوية الجزائرية يشكل خطرا على الصحراويين المحتجزين، أمام الافراط المبالغ فيه في استعمال السلاح من طرف الجنود الجزائريين، الذي عادة ما ينتج عنه ازهاق أرواح الكثير من الأبرياء، كان آخرهم ضحايا مخيم الداخلة.

 

آخر الأخبار