أخنوش يرد على بنكيران: الشتائم لا تبني وطنا ولا تقنع شعبا

الكاتب : انس شريد

03 مايو 2025 - 07:30
الخط :

في مشهد سياسي مشحون، عاد الجدل ليحتدم من جديد في الساحة المغربية، إثر تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال خطابه بمناسبة فاتح ماي، والذي وصف فيه بعض مكونات المجتمع المغربي بأوصاف وُصفت بـ"المهينة" وغير اللائقة، مما دفع كثيرين إلى اعتبار ما صدر عنه تجاوزًا خطيرًا لحدود اللباقة السياسية.

هذه التصريحات، التي تضمنت عبارات من قبيل "الحمير والميكروبات" في حق من يرفعون شعار "تازة قبل غزة"، قوبلت بغضب واسع لدى الرأي العام، باعتبارها خروجًا عن الخطاب المسؤول وتغذية لخطابات الكراهية والانقسام بدل الانكباب على هموم الوطن والمواطن.

كما أشعل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، فتيل الجدل من جديد في عيد العمال، بعد أن وجّه اتهامات غير مسبوقة للمركزيات النقابية، ناعتاً إياها بـ"المرتزقة"، في خطاب ناري أثار موجة واسعة من التفاعل والاستنكار داخل الأوساط النقابية والسياسية.

ولم يتأخر الردّ، حيث اختار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الرد بأسلوب مختلف خلال لقاء تواصلي بمدينة الداخلة، ضمن جولة حزبه "مسار الإنجازات"، مركزاً على ما اعتبره "جوهر العمل السياسي القائم على الميدان وليس على الشتائم".

في كلمته أمام قيادات حزبه ومجموعة من المواطنين، اعتبر أخنوش أن ما وصفه بـ"التشويش الممنهج" لم يعد يستهدف فقط الحكومة، بل بات يمس صورة الوطن، مشدداً على أن العمل السياسي الحقيقي يتمثل في تقديم برامج واقعية وتنفيذها على الأرض، لا في اللجوء إلى التهييج أو إطلاق أوصاف تمس كرامة المواطنين.

وأوضح أن الحكومة، تحت قيادة الأغلبية المكونة من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، تواصل تنفيذ التزاماتها الاجتماعية والاقتصادية، في انسجام تام، بعيداً عن الجدل العقيم.

أخنوش أشار إلى أن الخرجات التي تحاول، بحسب تعبيره، تضليل الرأي العام، لن تؤثر على المسار الإصلاحي الذي اختارته الحكومة، مؤكداً أن مشاريع التنمية مستمرة، ومستدلاً بما تحقق في مدينة الداخلة، حيث جرى تنفيذ أكثر من خمسين مشروعاً استراتيجياً بغلاف مالي تجاوز 750 مليون درهم.

وأضاف أن هذه المشاريع ليست شعارات انتخابية، بل نتائج ملموسة يلمسها المواطن في حياته اليومية.

وشدد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على أن الحكومة اتخذت قرارات وصفها بـ"الشجاعة"، أبرزها ما تحقق على مستوى الحوار الاجتماعي، بعد سنوات من الجمود، بالإضافة إلى اتفاقيات مع عدد من الفئات المهنية أسفرت عن زيادات في الأجور وتحسينات في المعاشات.

وأوضح أن دعم الفئات الهشة لم يكن مجرد خطاب، بل تَرجَمَ نفسه من خلال برامج اجتماعية موجهة للطبقات المتضررة، خصوصاً في مجالات السكن والتعليم والصحة.

وفي رده الضمني على تصريحات بنكيران، أكد أخنوش أن "السياسة ليست كلاماً مجانياً أو هجوماً على الخصوم، بل التزام ومسؤولية"، مضيفاً أن من يهاجم اليوم هم أنفسهم من فشلوا في تقديم إجابات حقيقية حين كانوا في موقع المسؤولية.

وتابع قائلاً إن الحزب الذي ينتمي إليه اختار طريق العمل والإنصات والتواصل مع المواطنين، بدلاً من الدخول في حروب كلامية لا طائل منها.

أخنوش أقرّ بوجود ما وصفهم بـ"المخربقين" في المشهد السياسي، ممن يسعون إلى التشويش على جهود الدولة، لكنه أبدى ثقته في وعي المواطن المغربي الذي، بحسب قوله، صار قادراً على التمييز بين من يعمل ومن يكتفي بالشعارات.

وأكد أن ثقة المواطنين في الحكومة لا تزال قائمة، وأن حزب الأحرار ماضٍ في تنفيذ برامجه بناءً على تعهداته خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي منحت للحزب أزيد من مليوني صوت.

وفي ختام كلمته، جدد رئيس الحكومة تأكيده على أن حزبه يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولن ينجرّ إلى خطاب الانقسام أو الاتهامات، مضيفاً أن الطريق إلى المستقبل يمر عبر الفعل الميداني والتفاعل المسؤول مع انتظارات المواطنين، وليس عبر المزايدات اللفظية أو التلاعب بالمواقف.

آخر الأخبار