في معركة كسب الرأي العام.. الأغلبية تصف المعارضة بـ"الضعيفة في الطرح السياسي"

الكاتب : انس شريد

03 مايو 2025 - 10:00
الخط :

في خضم الجدل السياسي المتصاعد وموجات الانتقاد التي تطال الحكومة وأغلبيتها، خرج رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بتصريحات واضحة تدافع عن اختيارات الحزب وأداء الحكومة التي يقودها.

خلال تجمع نظمه الحزب بمدينة الداخلة، شدد العلمي على أن العمل السياسي بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار لا يقوم على الصراخ أو التلاسن، بل على التوافقات واحترام الآخر والمؤسسات. واعتبر أن من يرى في السياسة مجرد سجال حاد أو تجريح شخصي يخطئ الفهم، مؤكداً أن الحزب يتبنى خطاباً هادئاً لكنه مبني على شرعية ديمقراطية نابعة من صناديق الاقتراع.

وأشار العلمي إلى أن قيادة الأغلبية ليس بالأمر السهل، مؤكداً أن حزب "الحمامة" يدرك تماماً مسؤوليته في إدارة المرحلة، ويتحمل تبعاتها كاملة، بما فيها الانتقادات الموجهة من المعارضة وبعض مكونات الرأي العام.

وأوضح أن الحكومة الحالية وجدت نفسها منذ بداية ولايتها أمام تحديات غير مسبوقة، انطلاقاً من تداعيات جائحة كوفيد-19، مروراً بأزمة التضخم العالمية، ووصولاً إلى آثار الحرب الروسية الأوكرانية، ناهيك عن الفراغ التنموي والاجتماعي الذي خلفته عشر سنوات من التدبير السابق.

ورداً على من يتوقع انهيار التحالف الحكومي أو يشكك في صموده، قال العلمي إن من يحلم بذلك "عليه أن يستفيق"، لأن التحالف الحكومي متماسك ومستمر، ومبني على مشروع واضح ومشترك بين أحزاب الأغلبية الثلاثة.

ولفت إلى أن الأزمة الحقيقية التي يعيشها المشهد السياسي ليست داخل الأغلبية، بل داخل بعض مكونات المعارضة التي تعاني من ضعف في الطرح السياسي والخطاب المؤسساتي.

وفي لهجة لا تخلو من الثقة، صرح العلمي أن حزب التجمع الوطني للأحرار "لن يرد على السب والشتم"، وأنه "يترك للمعارضة الوقت لتتعلم أصول العمل السياسي المؤسساتي"، متوقعاً أن يظل في الحكومة لخمسة عشر أو حتى عشرين سنة قادمة بفضل الإنجازات التي يحققها، وفق تعبيره.

وفي الاتجاه ذاته، شدد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب، على أهمية الأخلاق في الممارسة السياسية، معتبراً أن المعركة الحقيقية التي يخوضها حزبه لا تتعلق بالخصوم السياسيين، بل بالفقر والبطالة والتهميش.

وأضاف أن السياسة لا يمكن أن تستقيم دون قيم عليا مثل الصدق والمسؤولية والاحترام، مشيراً إلى أن بعض الأطراف اختارت الانزلاق نحو التنابز بالألقاب وترويج الإشاعات، ما يسيء ليس فقط إلى صورة العمل السياسي، بل إلى جيل كامل من الشباب يتابع ما يحدث وينتظر نماذج ملهمة.

وأكد بايتاس أن الخطاب الذي يتبناه حزب التجمع الوطني للأحرار يتجه نحو البناء والاقتراح، وليس نحو الهدم أو التشكيك، مبرزاً أن رئيس الحزب، عزيز أخنوش، أعلن منذ البداية أن المعركة الأولى للحزب هي مع التحديات الاجتماعية، وليس مع أحزاب المعارضة.

ودعا إلى بناء منظومة قيم داخل المجتمع والأسرة تتأسس على الالتزام والاحترام، مذكراً بأن هذه المهمة كانت من المفترض أن تتحملها بعض التيارات اليسارية التي تخلت عنها لصالح خطاب توتيري وغير منتج.

ويأتي هذا التجمع الحزبي ضمن جولة “مسار الإنجازات” التي أطلقها التجمع الوطني للأحرار في عدد من جهات المملكة لتقديم حصيلة عمله الحكومي، والتواصل المباشر مع المواطنين، وتعزيز التعبئة حول المشروع السياسي والاجتماعي الذي يتبناه الحزب.

وهي جولة تراهن على تجديد الثقة، وتعزيز التفاعل مع الشارع المغربي، والتأكيد على أن العمل السياسي لا يعني المواجهة من أجل المواجهة، بل يعني تقديم حلول واقعية وبناء مستقبل أفضل للمواطنين.

آخر الأخبار