قبل الانتخابات.. بنعبد الله يحث الشباب المغربي على كسر جدار العزوف السياسي

الكاتب : انس شريد

09 مايو 2025 - 10:30
الخط :

في لحظة يصفها كثيرون بأنها مفصلية في مسار العمل السياسي بالمغرب، أطلق نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ناقوس الخطر حول ما اعتبره أحد أكبر التحديات التي تواجه الديمقراطية المغربية اليوم: عزوف الشباب عن السياسة، وميلهم المتزايد لمقاطعة صناديق الاقتراع والانخراط الحزبي.

من على منبر جامعة ابن زهر بأكادير، لم يتردد بنعبد الله، اليوم الجمعة، في توجيه خطاب محمّل بالقلق، لكنه أيضًا بالدعوة إلى الفعل والنقاش والانخراط الواعي في الشأن العام.

في حديثه إلى طلبة الجامعة، شدد بنعبد الله على أن الأزمة ليست في الشباب أنفسهم، بل في الفجوة المتزايدة بين الأجيال الصاعدة وبين الفضاءات السياسية التقليدية.

وقال إن القطيعة شبه التامة بين الشباب والعمل السياسي صارت تمثل إشكالًا حقيقيًا، ليس فقط على مستوى المشاركة الانتخابية، ولكن في عمق البناء الديمقراطي ككل.

ودعا إلى ضرورة إعادة بناء جسور الثقة من جديد، وابتكار صيغ واقعية وفعالة لمصالحة هذه الفئة الحيوية مع السياسة.

استحضار الماضي لم يغب عن مداخلة بنعبد الله، الذي ذكّر بالدور المحوري الذي كانت تلعبه الجامعة المغربية في فترات تاريخية سابقة، حينما كانت فضاءً خصبًا للنقاش، ومصنعًا للأفكار والصراعات السياسية التي أسهمت في تشكيل وعي جماعي وطني بعد الاستقلال.

وأكد أن تلك الدينامية كانت نابعة من شعور عميق بالانتماء، ومن إرادة حقيقية لخدمة الوطن، وهو ما بات، حسب تعبيره، نادرًا في السياق الحالي.

وانتقد المتحدث ذاته، الحضور الباهت للشباب في اللوائح الانتخابية، مُشيرًا إلى أن أغلب المسجلين منهم لا يصوّتون، وأن جزءًا كبيرًا منهم اختار المقاطعة كخيار تعبيري، ما يُضعف الحيوية السياسية ويجعل الديمقراطية تفقد الكثير من عمقها التعددي.

واعتبر أن بناء الوعي السياسي لا يجب أن يُترك للحظة المتأخرة من العمر أو ما قبل الانتخابات، بل ينبغي أن يبدأ من مقاعد الدراسة، منذ المرحلة الثانوية، عبر تربية مدنية حقيقية تُشرك الشباب في أسئلة الواقع وتفتح أمامهم أبواب الفعل بدل الاستهلاك السلبي للخطابات الجاهزة.

وفي سياق انتقاده للأجواء الرقمية التي تُؤثر في تشكيل رأي الشباب، حذّر بنعبد الله من خطورة الانسياق وراء ما يُروّج في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كثيرًا ما تنقل صورة قاتمة وشبه مطلقة عن العمل السياسي والسياسيين.

وأكد أن الخطاب السائد في هذه الوسائط، وإن كان يلتقط بعضًا من مظاهر الأزمة، إلا أنه يفتقر إلى العمق والتحليل ويُعمّم الأحكام، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تمييز بين من يشتغل بصدق ومن يستغل المواقع لأغراض شخصية.

وأنهى بنعبد الله كلمته بالتأكيد على أن عودة الشباب إلى السياسة ليست خيارًا تكميليًا، بل شرطًا ضروريًا لإنعاش الحياة الديمقراطية في المغرب. وقال إن هذا الانخراط لا يجب أن يُبنى على الأوهام أو الخطابات الحماسية، بل على مشروع فكري وقيمي يُعيد للعمل السياسي معناه النبيل، ويربطه بالحياة اليومية للمواطنين، وبأسئلتهم الحقيقية، وطموحاتهم في العدالة والكرامة والتنمية.

آخر الأخبار