المغرب ورهان الاستمرارية.. شباب المنتخب الوطني يتطلعون لكتابة التاريخ

الكاتب : انس شريد

11 مايو 2025 - 07:30
الخط :

يواصل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة استعداداته المكثفة لمواجهة سيراليون، ضمن ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، في لقاء مرتقب سيُجرى مساء الاثنين على أرضية ملعب "30 يونيو" بالقاهرة، وسط تفاؤل كبير داخل صفوف "أشبال الأطلس" لتحقيق التأهل إلى نصف النهائي، ومواصلة الحلم القاري والتأهل إلى كأس العالم.

وعبر محمد وهبي، مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، أن طموح العناصر الوطنية يتجاوز مجرد بلوغ ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، عن ارتياحه لما قدمه لاعبوه في دور المجموعات، قائلاً: "أود أولاً أن أهنئ اللاعبين والطاقم على التأهل وتصدر المجموعة. لم تكن المهمة سهلة، فقد كانت مجموعتنا صعبة ومعقدة، لكننا أظهرنا انضباطاً كبيراً، وتطورنا من مباراة لأخرى، وهذا أهم ما نحتاجه في هذه المراحل".

وحول المواجهة المرتقبة ضد منتخب سيراليون، شدد وهبي على أنها مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، مضيفاً: "إنها مواجهة فاصلة، الفوز يؤهلك والخسارة تعني الخروج، لا مجال للحسابات"

مضيفا: سيراليون منتخب قوي ويمتلك أرقاماً مميزة في البطولة، وعدداً من لاعبيهم يتمتعون بخبرة دولية معتبرة، حيث سبق للبعض منهم المشاركة مع المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم.

وشدد محمد وهبي على ضرورة أخذ الأمر بجدية كاملة، دون مبالغة أو استهانة.

وفيما يتعلق بجاهزية المنتخب، كشف وهبي أن جميع العناصر الوطنية في أتم الاستعداد، باستثناء عبد الحميد آيت بودلال الذي لم يتعافَ بشكل كامل، وياسر زبيري الذي سيغيب عن ما تبقى من البطولة، مضيفاً أن الاختيارات ستراعي الجاهزية البدنية والذهنية، خاصة أن مثل هذه المباريات تُحسم في جزئيات دقيقة.

وعن تأثير نجاحات الكرة المغربية على أداء لاعبيه، أكد وهبي أن الروح الوطنية متقدة داخل المجموعة، مضيفاً: "الموجة الإيجابية التي تعيشها كرة القدم المغربية تمنح لاعبينا طاقة إضافية. يدركون جيداً أنهم يمثلون بلداً يُحترم قارياً ودولياً، وهذا لا يشكل ضغطاً، بل مصدر فخر وثقة".

وفي ختام تصريحاته، شدد وهبي على أن المنتخب لا يتأثر بتغير الملاعب أو الظروف المناخية، مشددا أن الهدف الأساسي هو التأهل إلى كأس العالم والمضي قُدما في البطولة الافريقية.

في المقابل أكد عدد من لاعبي المنتخب جاهزيتهم البدنية والذهنية لخوض هذا التحدي، حيث عبّر اللاعب عدنان الخروبي في تصريح لقناة الجامعة المغربية الملكية لكرة القدم، عن ثقة المجموعة واستعدادها لملاقاة المنتخب السيراليوني، مشيرًا إلى أن الفريق خاض مواجهة سابقة أمام نفس الخصم خلال فترة التحضير للبطولة، واستطاع حينها تقديم أداء جيد.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المنتخب السيراليوني تغير وتطور، ما يفرض على اللاعبين التعامل مع المباراة بحذر وتركيز كبيرين.

من جانبه، اعتبر الحارس حكيم المصباحي أن المرحلة الحالية تتطلب الكثير من التركيز والمسؤولية، مشيرًا إلى أن اللاعبين واعون بحجم الرهان، خاصة أن التأهل إلى كأس العالم سيكون مرهونًا بتحقيق نتيجة إيجابية في هذا الدور.

وأضاف المصباحي أن المشوار الجيد في دور المجموعات شكل دفعة معنوية قوية للعناصر الوطنية، التي ستدخل اللقاء بعزيمة واضحة من أجل الفوز والذهاب بعيدًا في البطولة.

وكان المنتخب المغربي قد تأهل إلى ربع النهائي بعد تصدره للمجموعة الثانية برصيد سبع نقاط، حصدها من انتصارين وتعادل، في أداء اتسم بالثبات والانسجام، ما جعله من بين أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب.

وتميز "أشبال الأطلس" في دور المجموعات بقوة دفاعية وصلابة تكتيكية، إلى جانب فاعلية هجومية برزت في لحظات الحسم، وهو ما يعزز الثقة في قدرة الفريق على تجاوز عقبة سيراليون.

وأجرى المنتخب الوطني حصة تدريبية صباح اليوم السبت على ملعب نادي سيراميكا كليوباترا، ركز خلالها الطاقم التقني بقيادة محمد وهبي على تصحيح بعض التفاصيل التكتيكية والاشتغال على وضع الخطط البديلة، تحسبًا لأي طارئ خلال مجريات اللقاء.

كما شملت الحصة تمارين خاصة بالكرات الثابتة وتوزيع المهام الدفاعية والهجومية في سيناريوهات اللعب المغلقة.

في المقابل، يدخل المنتخب السيراليوني المباراة بعد أن حل ثانيًا في المجموعة الأولى، برصيد سبع نقاط كذلك، لكنه سجل مشوارًا متذبذبًا تخلله فوزان، تعادل وهزيمة، ما يجعل من مواجهته للمنتخب المغربي اختبارًا صعبًا أمام خصم منظم وقوي على المستويين الفني والبدني.

وتتميز العناصر السيراليونية بالاندفاع واللعب المباشر، ما يفرض على المنتخب الوطني التعامل بذكاء مع تحولات المباراة وتفادي الوقوع في فخ المفاجآت.

وتترقب الجماهير المغربية هذه المواجهة الحاسمة بكثير من الأمل، وسط متابعة دقيقة للأجواء داخل معسكر المنتخب، خاصة مع غياب بعض الأسماء الأساسية بسبب الإصابة، وهو ما يُنتظر أن يؤثر على اختيارات المدرب محمد وهبي الذي سيضطر إلى إجراء تغييرات طفيفة في التشكيلة الرسمية، مع الحفاظ على الهيكل العام للفريق الذي أبان عن انسجام كبير خلال المباريات السابقة.

ويُعوّل الشارع الرياضي المغربي على استمرار التوهج الذي باتت تعرفه كرة القدم الوطنية، خاصة على مستوى الفئات السنية، حيث بات حضور المغرب ثابتًا في كبرى المنافسات القارية والعالمية، نتيجة استراتيجية واضحة المعالم وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تركّز على التكوين، التأطير، والاستثمار في الكفاءات الوطنية الشابة

آخر الأخبار