معهد إسباني: المغرب يعتمد "القوة الناعمة" في سياسته الخارجية لتكريس ريادته

هشام رماح
"إن استضافة كأس العالم 2030 في المغرب مع إسبانيا والبرتغال، لهو مكافأة لسباق طويل خاضه المغرب الذي سعى جاهدا لاستضافة أكبر حدث رياضي بعد الأولمبياد في خمس مناسبات خلال الثلاثون عاماً الأخيرة"، كما جاء في تقرير لمعهد "إلكانو" الملكي الإسباني.
ووفق تقرير لـ"Real Instituto Elcano"، نشر يوم الاثنين 26 ماي 2025، فإن المغرب يسعى من خلال كأس العالم التي سيحتضنها بمعية بلدين من الاتحاد الأوربي، إلى ترسيخ صورة بلد الأمن والأمان والتعايش السلمي، ومنه تعزيزالاعتراف الدولي بمغربية الصحراء والذي يعرف حركية أثمرتها حنكته في إدارة سياسته الخارجية.
وحسب المعهد فإن السياسة الخارجية للمملكة تعتمد استراتيجية "القوة الناعمة"، وهي تدرك ما لكرة القدم وللـ"مونديال" من أهمية قصوى لتوطيد الشراكات مع الشركاء الأوربيين والأمريكيين التقليديين، فضلا عن تنويعها مع جهات أخرى دون المساس بالتوجه الغربي، كما تكريس "العودة القوية إلى الساحة الإفريقية مع تنزيل الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في الحفاظ الأمن الإقليمي".
وأكد تقرير لـ"معهد إلكانو الملكي"، على أنه "يحق يمكن للمغرب أن يفتخر بالنتائج الإيجابية التي حققتها سياسته الخارجية خلال السنوات الأخيرة، ففي دجنبر 2020، حصلت الرباط على اعتراف بسيادتها على الصحراء من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أقل من عام ونصف، أعربت إسبانيا، من جانبها، عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء الذي قدمته الرباط إلى الأمم المتحدة في عام 2007.
وأضاف التقرير بأنه بعد إسبانيا جاء الدور على ألمانيا لتدعم مبادرة الحكم الذاتي في غشت 2022، ثم ستلحق بالركب إيطاليا في غشت 2023، ثم في يوليوز 2024، ستذهب فرنسا إلى أبعد من ذلك من خلال التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي هو "الأساس الوحيد" لحل قضية الصحراء، وباعتبارها أمن الصحراء المغربية ضمن مشتملات أمن المملكة المغربية.
واستنادا إلى التقرير فإن "السياسة الخارجية المغربية، وفي عالم متعدد الأقطاب، أدركت تماما، دون المساس بشراكاتها التقليدية مع الغرب وتجذر علاقاتها في العالم العربي، الحاجة إلى تنويع علاقاتها وتحالفاتها في أجزاء أخرى من العالم مثل روسيا وتركيا والصين.
وكشف المعهد الملكي الإسباني، أن العقد الأخير من حكم الملك محمد السادس تميز بتوجه إفريقي متجدد وحازم، ومن أهم معالم الاستراتيجية القارية الجديدة للمملكة المغربية عودتها إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017، بعدما انسحبت منه في 1984، وتتزامن العودة بتعزيز العلاقات مع الأفارقة مع إعطاء الأولوية لمنطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وحسب التقرير فإنه ومنذ 1980، سحبت 20 دولة إفريقية اعترافها بـ"بوليساريو"، كما أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في تحالف الساحل (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، أعربوا يوم 28 أبريل 2025، عن دعمهم للمبادرة الأطلسية للملك محمد السادس، الرامية لتسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي بالنسبة لهذه الدول عبر الموانئ المغربية.
وحسب المعهد فإن المغرب يعتمد استراتيجية متكاملة للقوة الناعمة تتطور على مستويات مختلفة، والغرض منها ليس إلا تحقيق أهداف المملكة المتمثلة في جعله بلدا رائدا، ومرجعا رئيسيا لاستضافة الأحداث الكبرى، كما أن كأس العالم 2030، فرصة للتأكيد على أن المملكة قادرة على الفعل مثلها مثل دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي هما إسبانيا والبرتغال.