العثور على رؤوس حمير يثير الهلع في البيضاء عشية العيد واستنفار أمني يطوق حي المسيرة

عاشت منطقة المسيرة 3 بمقاطعة مولاي رشيد بالدار البيضاء ليلة استثنائية قبيل عيد الأضحى، بعدما تم العثور على رؤوس حمير وعظام ولحوم مجهولة المصدر مرمية وسط أحد الأحياء السكنية، في مشهد صادم أثار فزع الساكنة وأعاد إلى الواجهة مخاوفهم من الذبيحة السرية وترويج اللحوم الفاسدة خلال هذه المناسبة الدينية الحساسة.
https://youtu.be/4Qt4MSMnoN0?si=Rk8fG2BJhQyULDwR
وفور انتشار الخبر، استنفرت السلطات المحلية عناصرها، حيث حلّت عناصر الأمن الوطني، إلى جانب ممثلين عن السلطات الإدارية والبيطرية، بعين المكان، وجرى تطويق المنطقة بالكامل، وسط تجمهر العشرات من المواطنين الذين لم يخفوا غضبهم وذهولهم مما شاهدوه.
وتم الاستعانة بعمال النظافة لإتلاف بقايا الذبائح داخل حاويات الأزبال، في حين باشرت المصالح المختصة تحقيقًا معمقًا للوقوف على ظروف وملابسات هذه الواقعة الغامضة، التي تزامنت مع استعداد المغاربة للاحتفال بعيد الأضحى.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الجريدة 24"، فإن سكان الحي تفاجأوا بانبعاث روائح كريهة، قبل أن يُكتشف أن مصدرها لحوم متعفنة وأجزاء رؤوس لحمير ودواب يُشتبه في أنها كانت موجّهة للاستهلاك أو البيع في السوق السوداء، في غياب شروط السلامة الصحية والمراقبة البيطرية.
الحادث خلف صدمة كبيرة في نفوس المواطنين، لا سيما أنه جاء ساعات قليلة قبل حلول عيد الأضحى، الذي يشهد إقبالًا كبيرًا على اللحوم، وهو ما عزز المخاوف من احتمال تسرب هذه اللحوم غير الصالحة إلى موائد العيد.
كما عبّر عدد من سكان الحي عن قلقهم من خطورة هذه الممارسات، التي تمس بصحة المواطن وسلامة الأمن الغذائي، مطالبين بتشديد الرقابة وتفعيل العقوبات في حق المتورطين في مثل هذه الجرائم.
وتأتي هذه الحادثة في سياق خاص يتسم بحالة غير مسبوقة فرضتها الإهابة الملكية، التي دعت إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذه السنة، حماية للقطيع الوطني الذي تأثر بشكل كبير جراء توالي سنوات الجفاف.
إلا أن القرار لم يمنع تزايد الطلب على اللحوم الحمراء، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعارها، حيث تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 150 درهمًا، فيما بلغ سعر لحم العجل 120 درهمًا، وسط اكتظاظ غير مسبوق في محلات الجزارة وأسواق البيع.
من جهة أخرى، تشهد عدد من مدن المملكة تصاعد مظاهر الذبيحة السرية، وهو ما يؤكده تنامي تدخلات السلطات المحلية والبيطرية، التي حجزت كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة والمهربة في الأيام الأخيرة.
وتطرح هذه الظاهرة إشكالات جدية تتعلق بالصحة العامة، كما تكشف عن وجود شبكات سرية تستغل الظرفية الاستثنائية لتحقيق أرباح سريعة على حساب سلامة المستهلك.
وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي الذي فتحته السلطات الأمنية بالدار البيضاء، تبقى الأسئلة مفتوحة بشأن مصدر هذه اللحوم، والأطراف المتورطة في هذه الممارسات المشبوهة، ومدى امتدادها إلى أحياء وأسواق أخرى داخل المدينة وخارجها.
كما يظل الرهان معقودًا على وعي المواطن، ويقظة المصالح المعنية، لضمان مرور عيد الأضحى في ظروف صحية وآمنة، بعيدًا عن التلاعبات التي تهدد الأمن الغذائي للمغاربة.