رحلة الحج لبيت الله الحرام ليست رحلة سياحية. فهي بالنسبة لغالبية مليار مسلم رحلة تعبدية من نوع خاص
اعمال الطواف والسعي بالمسجد الحرام تكاد تكون أيسر وامتع بالنسبة لأعمال الرجم بمنى
الحاج والمعتمر وهو يطوف حول الكعبة المشرفة بمكة 7 مرات ويتبعها بالسعي بالصفا والمروى بسبع مثلها يجد فيها متعة مصدرها الهيبة والجلال المستمدة من البيت الحرام.
المشقة التي يلقاها الحاج خلال رمي الجمرات بمنى ليست مرتبطة بطبيعة الطقس نفسه فهي عملية لا تتطلب منه بضعة دقائق.
إلى جانب الحرارة المفرطة والطقس الجاف الذي يميز منطقة منى والاكتظاظ الكثيف في الخيم المعدة للحجاج هناك المشكل الاعوص الذي يؤرق الغالبية منهم هو طول المسار الذي يقضيه أثناء التوجه لمكان رمي الجمرات ومغادرته والرجوع إلى خيمة الإقامة
الشيطان ينتقم من راجميه
لم يسلم غالبية مؤدي نسك رجم الجمرات من معضلة التيه واضاعة مكان الإقامة
صور الحشود التي تبثها الفضائات لمئات الالاف من الحجاج وهم متوجهين او القادمين من الجمرات لا تنقل في الحقيقة ما يكابده الغالبية منهم بسبب تيهه عن مكان إقامته.
مرد التيهان او الضياع راجع بالأساس إلى كون سلطات الحج أعدت مسارات خاصة للقدوم لرمي الجمرات لا يسمح للقادمين من الوجهة المقابلة بالتسلل إليه حفاظا على انسيابية حركة المرور
أما عند الرجوع يتعين على الراجم سلك طريق مغاير تفاديا للحوادث الاصطدام المميتة
أثناء الرجوع يصطدم الراجم باضاعة مسلك إقامته بعد أن أمضى قرابة ساعة من السير في مسلك العودة.
من كثرة تكرار حوادث اضاعة مكان الخيمة او الإقامة ابدع الحجاج نكتة انتقام الشيطان من راجميه حيث ينتظرهم عند انعطافة توزيع الراجمين على إقاماتهم
خصصت سلطات الحج جسرا لإعادة توزيع الراجمين وحددت ٣ مخارج عندها تحدث واقعة الضياع من لم ينتبه من الحجاج إلى التوزيع المبين فوق علامات التشوير فمصيره التيهان والضياع لا محالة يمنع عليه الرجوع إلى الخلف وبفرض عليه سلك مسار وحيد يستغرق ساعة كاملة عند كل لفة أن لم يتدخل رجال الأمن المنتشرين في كل مكان
نوادر الضياع داخل مخيمات منى وعرفات
تحت وطأة الحرارة المفرطة والاكتظاظ غير المألوف حيث خصصت سلطات الحج السعودية نصف متر عرضا ومتر ونصف طولا لكل حاج اي ان الحيز المكاني المخصص للنوم لكل حاج لا يتعدى 0.75 متر مربع
هذه الظروف تمنع الحجاج من النوم الجيد وتعكر المزاج أما كبار السن فهم أكثر عرضة للضياع والتيهان
من ذلك حادثة مسن دخل لخيمة ونام حتى شبع نوما وعندما استيقظ احدث جلبة لضياع حقيبته حيث استنفر قرابة الف شخص ممن كانوا داخل الخيمة للبحث عنها وعند التحقيق في هويته اتضح أنه هو من كان ضائعا وليست الحقيبة ذلك انه عند توجهه لقضاء حاجته بدورة المياه وفي طريقه للعودة عوض توجهه لخيمته دخل لخيمة أخرى وخال نفسه اضاع حقيبته بينما في الحقيقة هو من كان ضائعا
نفس الأمر سيتكرر مع مين جزائري الذي دخل مخيما مخصصا للمغاربة حيث وجد المشرفون صعوبة لاقناعه بأنه ضائع وتكرر الأمر مع مسن ثمانيني جاء للحج عبر وكالة أسفار سياحية الذي عوض أن يتوجه إلى خيمته دخل لخيمة حجاج القرعة.