عروض احترافية تربك حسابات السكتيوي قبل "الشان"

يواجه طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المغربي الرديف، تحديات حقيقية قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، المرتقبة في شهر غشت المقبل بكل من تنزانيا وكينيا وأوغندا.
فبعد أشهر من العمل المتواصل لبناء منتخب قادر على تمثيل المغرب بوجه مشرف في هذه التظاهرة القارية، بدأت ملامح التشكيلة تتصدع تدريجيًا بسبب موجة من العروض الاحترافية التي تلقاها عدد من ركائز الفريق المحلي.
وتوصل عدد من اللاعبين بعروض احترافية مغرية من أندية عربية وأوروبية، وهو ما قد يُخرجهم تلقائيًا من حسابات الطاقم التقني، نظرًا لقوانين "الشان" التي تقتصر المشاركة فيها على اللاعبين الممارسين في الدوريات المحلية.
هذا المعطى أربك حسابات السكتيوي، الذي كان يراهن على استقرار المجموعة، وخوض مرحلة التحضيرات في ظروف مثالية، دون الحاجة إلى تغييرات طارئة على تركيبته البشرية.
ومن بين أبرز اللاعبين، الذين توصلوا بعروض احترافية، يتعلق الأمر بكل من أيمن موريد، متوسط ميدان اتحاد تواركة، وأمين زحزوح، صانع ألعاب الجيش الملكي، إضافة إلى جمال الشماخ، مهاجم حسنية أكادير، الذين يعتبرون من العناصر الأساسية التي اعتمد عليها الطاقم التقني في الفترة الماضية.
وتلقى أمين زحزوح، نجم الجيش الملكي، عرضًا مغريًا من فريق كراسنودار الروسي الذي أبدى استعداده لدفع ما يقارب 3 ملايين يورو مقابل ضم اللاعب، في خطوة تعكس الأهمية الكبيرة التي أصبح يحظى بها اللاعب المغربي على المستوى الأوروبي.
ولم تقتصر العروض الأوروبية التي انهالت على صانع الألعاب الشاب على روسيا، إذ أبدت أندية لانس ونانت الفرنسيين اهتمامها بخدماته، بعد تألقه اللافت في الموسمين الماضيين بقميص الجيش الملكي، حيث ساهم بشكل مباشر في 50 هدفًا، مسجلًا 11 وصانعًا 14 خلال الموسم الماضي وحده.
ويرتبط زحزوح، البالغ من العمر 24 عامًا، بعقد مع الجيش الملكي يمتد حتى 2027، ما يمنح النادي العسكري موقفًا قويًا في مفاوضاته مع الأندية المهتمة.
توجه هؤلاء اللاعبين نحو الاحتراف خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة يعني غيابهم شبه المؤكد عن "الشان"، وهو ما يضع المدرب أمام ضرورة إعادة هيكلة خطوط المنتخب، وتعويض العناصر المغادرة بأسماء بديلة تتوفر على الجاهزية الفنية والبدنية المطلوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب المغربي المحلي يطمح إلى استعادة بريقه في "الشان"، خاصة بعد الأداء اللافت الذي بصم عليه في النسخ الماضية، والتي تُوج في اثنتين منها بلقب البطولة.
غير أن النسخة المقبلة تبدو مختلفة تمامًا، نظرًا لتقلبات التركيبة البشرية وتزايد إغراءات الاحتراف، ما يفرض على الطاقم التقني تجاوز هذه العراقيل بسرعة، للحفاظ على تنافسية المجموعة وتقديم أداء يليق بطموحات الجماهير المغربية.