ولد الرشيد في اجتماع مع "سيماك": إفريقيا تحتاج لتكامل حقيقي

في رسالة لا تخلو من أبعاد سياسية وأخرى اقتصادية من قلب الصحراء المغربية، أكد رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، أن المغرب لم يغادر يوما موقعه إلى جانب أشقائه الأفارقة.
وأضاف ولد الرشيد، خلال المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب ودول مجموعة "سيماك"، أن المغرب لا يزال وفيا لاختياراته القارية التي تعود جذورها إلى أكثر من ستة عقود.
ولد الرشيد، الذي كان يتحدث من منصة المنتدى المنعقد بمدينة العيون، ذكر بانخراط المغرب المبكر في بناء إفريقيا مستقلة ومندمجة، بدءا من قمة الدار البيضاء سنة 1961، مرورا بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي، وانخراطه في مشاريع حيوية تمس قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والبنية التحتية.
شراكة بأدوات جديدة
رئيس مجلس المستشارين شدد على أن المملكة، بقيادة الملك محمد السادس، لا تكتفي بإعلان النوايا، بل تترجم رؤيتها الإفريقية إلى مشاريع ملموسة، منها أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، ومبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، ومخططات التعاون في مجالات الأمن الطاقي والسيادة الغذائية.
واعتبر ولد الرشيد أن هذه المقاربات ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة قناعة متراكمة تؤمن بأن مستقبل إفريقيا لا يبنى إلا بتكامل جهود أبنائها، مستشهدا بكلمة العاهل المغربي سنة 2016 "إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا، ولا خلاص لنا إلا بوحدتنا وتعاوننا."
مفارقات القارة..
ورغم الإمكانات الضخمة التي تتوفر عليها القارة، مثل احتضانها لأكثر من نصف الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم، إلا أن إفريقيا، بحسب ولد الرشيد، لا تزال من أكثر المناطق عرضة لانعدام الأمن الغذائي، وتعيش مفارقات صارخة في مجالات الطاقة، حيث يحرم نحو 600 مليون إفريقي من الكهرباء.
ولفت المصدر إلى أن افريقيا تعاني من اختلالات هيكلية عميقة، تتطلب من الدول الإفريقية التحرك بشكل جماعي وعملي، لتسريع وتيرة الانتقال الطاقي وتعزيز الاعتماد على الموارد المحلية.
المغرب نموذج
وقال ولد الرشيد إن المملكة قررت جعل الانتقال الطاقي خيارا استراتيجيا، وتمكنت بالفعل من تأمين ربع احتياجاتها الكهربائية من مصادر متجددة، في أفق بلوغ 52% بحلول عام 2030.
وذكر في هذا السياق بمشاريع كبرى مثل مركب نور بورزازات، ومزارع الرياح في طرفاية وبوجدور، والتي تعكس تحولا حقيقيا نحو تنمية أكثر استدامة، مع ربط الطاقة بالتنمية القارية، بدل النظر إليها كخدمة محلية فحسب.