تكاليف الحج تثير الجدل تحت قبة البرلمان

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

23 يونيو 2025 - 12:00
الخط :

راسل الفريق الحركي بمجلس النواب، عبر النائبة فاطمة الكشوتي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، على خلفية غلاء تكاليف أداء فريضة الحج سنة بعد أخرى.
البرلمانية عن حزب السنبلة تساءلت عن مدى انسجام هذه التكاليف المتصاعدة مع مفهوم "الاستطاعة" كما نص عليه الشرع الإسلامي.

النائبة البرلمانية لفتت إلى أن فريضة الحج، باعتبارها أحد أركان الإسلام الخمسة، تظل مشروطة بقدرة المكلف على أدائها ماديا وجسديا، مؤكدة أن المعطيات الحالية تكشف عن وضع غير متوازن، يجعل من أداء هذه الشعيرة حلما بعيد المنال لفئات واسعة من المواطنين، خصوصا من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.

وأوضحت الكشوتي أن التكلفة الرسمية للحج، التي تجاوزت هذه السنة 63 ألف درهم دون احتساب المصاريف الإضافية، تفوق بكثير قدرة شريحة مهمة من المواطنين، مما يدفع العديد منهم إلى الادخار لسنوات، والتضحية باحتياجات أساسية لأسرهم، كالسكن والتعليم والعلاج، من أجل أداء الركن الخامس من الإسلام.

وفي ظل هذا الواقع، اعتبرت النائبة أن ارتفاع التكاليف يطرح تساؤلات مشروعة حول عدالة الولوج إلى الشعائر الدينية، ويثير "قلقا عاما" بشأن ما إذا كانت الشروط الشرعية لأداء الفريضة ما تزال متوفرة في ظل الوضع المادي الحالي لفئات عريضة من المجتمع المغربي.

وطالبت الكشوتي وزير الأوقاف بالكشف عن التدابير المتخذة لمراجعة معايير تحديد تكلفة الحج وضمان شفافيتها وعدالتها، داعية إلى تفعيل آليات دعم اجتماعي خاص بالحجاج ذوي الإمكانيات المحدودة، وتوسيع برامج التوعية الدينية لتفسير مفهوم "الاستطاعة" بمقاربة واقعية تنسجم مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

واقترحت البرلمانية اعتماد صيغ جديدة كالحج بالتقسيط أو الادخار المؤطر، والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان توزيع عادل وشفاف لحصص الحجاج المغاربة.

في المقابل، كان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أكد في جلسة سابقة بمجلس المستشارين (17 يونيو 2025)، أن تكلفة التنظيم الرسمي للحج حددت في 63.770 درهما، وهي "منخفضة مقارنة بالسنة الماضية"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن أسعار وكالات الأسفار "حرة ولا تدخل ضمن اختصاصات وزارته، بل تعود لوزارة السياحة".

وبين مبررات الحكومة وأسئلة البرلمان، يبقى المواطن المغربي البسيط في مواجهة واقع يتطلب تضحية تتجاوز "الاستطاعة"، وربما تقترب من "الاستنزاف"، في سبيل أداء فريضة كان يفترض أن تكون متاحة لمن استطاع إليها سبيلا.

آخر الأخبار