الميركاتو الصيفي يُربك حسابات الركراكي قبل الكان

يدخل وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم، فترة دقيقة ومعقدة مع انطلاق الميركاتو الصيفي، الذي يأتي في توقيت حساس قبيل أشهر قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها المملكة.
وباتت التحركات الجارية في سوق الانتقالات، تفرض نفسها كعنصر مؤثر في معادلة الاستعداد الفني، خاصة وأن العديد من ركائز "أسود الأطلس" يوجدون اليوم في مفترق طرق حاسم قد يغير مسارهم المهني، وبالتالي يؤثر على جاهزيتهم للمشاركة في العرس القاري.
ويدرك الركراكي، الطامح إلى كتابة سطر جديد في تاريخ الكرة المغربية من خلال التتويج باللقب القاري على أرض الوطن، تمامًا أن جزءًا كبيرًا من فرص النجاح يمرّ عبر الحالة البدنية والفنية لعناصره.
ولهذا بات يتابع عن كثب المستجدات المرتبطة بمستقبل لاعبيه، خصوصًا أولئك الذين أنهوا ارتباطاتهم التعاقدية أو يعيشون توترًا في علاقتهم بأنديتهم.
من بين الأسماء التي توجد في قلب هذه التحركات، نجد المدافع عبد الكبير عبقار، الذي انتهى عقده مع ديبورتيفو ألافيس الإسباني، إلى جانب جواد الياميق الذي أنهى تجربته مع الوحدة السعودي.
أما نايف أكرد، فقد عاد إلى نقطة البداية بعد نهاية فترة إعارته من وست هام يونايتد الإنجليزي إلى ريال سوسيداد الإسباني، وسط تكهنات متواصلة بشأن وجهته المقبلة.
بينما تتزايد التكهنات حول انتقال يوسف بلعمري، لاعب الرجاء الرياضي، نحو أحد الأندية الأوروبية، خاصة في فرنسا.
الميركاتو لا يمرّ هادئًا أيضًا على سفيان أمرابط، الذي يعيش مرحلة مفصلية في مساره، حيث كشفت صحيفة *TuttoMercato* الإيطالية أن نادي أتالانتا أبدى اهتمامًا كبيرًا بالتعاقد معه، بناءً على توصية من المدرب الكرواتي إيفان يوريتش، الذي سبق له العمل مع أمرابط في هيلاس فيرونا.
الصحيفة ذاتها أوضحت أن العلاقة السابقة بين الطرفين، إلى جانب وجود المدير الرياضي توني داميكو –الذي اشتغل أيضًا في فيرونا خلال تلك الفترة– قد تُسهّل مهمة التعاقد، حيث دخل المدرب في تواصل مباشر مع اللاعب من أجل إقناعه بالمشروع الرياضي لأتالانتا.
في الضفة الأخرى، يواصل عبد الصمد الزلزولي إثارة الاهتمام في أوروبا، حيث أفادت صحيفة *Estadio Deportivo* الإسبانية أن اللاعب المغربي لا يُبدي أي رغبة في مغادرة ريال بيتيس نحو دوري روشن السعودي، رغم العروض المغرية.
ووفقا لما نشرته صحيفة Sport الإسبانية، فإن الزلزولي بات قريبًا من الانتقال إلى نادي كومو الإيطالي، حيث توصل إلى اتفاق مبدئي لتوقيع عقد يمتد إلى غاية 2030، في صفقة تصل قيمتها إلى 18 مليون يورو، في إطار مشروع رياضي يشرف عليه النجم السابق سيسك فابريغاس.
وبينما تشهد الساحة الأوروبية اهتمامًا متزايدًا بالمواهب المغربية، جاء الدور على إلياس بنصغير، نجم نادي موناكو الفرنسي، الذي دخل ضمن دائرة اهتمام نابولي الإيطالي، بحسب ما كشفته صحيفة TeamFootball.
ويستعد النادي الإيطالي، الذي أبدى جديته القصوى، لتقديم عرض تبلغ قيمته نحو 40 مليون يورو، بعد أن تابعه طيلة الموسم المنصرم، حيث سجل اللاعب تسعة أهداف في مختلف المسابقات، ليُصنف كواحد من أبرز المواهب الصاعدة على الصعيد الأوروبي.
الملف الآخر الذي يُثير اهتمام الإعلام الرياضي، هو وضع حكيم زياش، الذي بات لاعبًا حرًا بعد نهاية عقده مع الدحيل القطري.
وتناقلت وسائل إعلام إيطالية متطابقة أن نادي بولونيا، إلى جانب أندية أخرى من الدوري الإيطالي، يدرس إمكانية التعاقد معه، نظرًا لتجربته القارية ومهاراته الفنية التي ما زال قادرا على تقديمها، خصوصًا وأن الفريق يستعد للمشاركة في الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
ولفتت صحيفة Gazzetta dello Sport إلى أن بولونيا يتعامل بجدية مع الصفقة، وقد يتحرك رسميًا في الأيام المقبلة لحسم التعاقد.
في السياق ذاته، تتابع عدة أندية فرنسية عن قرب وضعية حمزة إيغامان، لاعب رينجرز الإسكتلندي، بينما يبدو مستقبل عز الدين أوناحي في مارسيليا أقرب إلى نهايته، بعدما استبعده المدرب روبيرتو دي زيربي من حساباته تمامًا.
وأشارت صحيفة Foot Mercato الفرنسية إلى اتفاق شفهي بين أوناحي ونادي برايطون الإنجليزي حول عقد يمتد لأربع سنوات، إلا أن إدارة مارسيليا لم تتوصل بعد بعرض رسمي، رغم إعلانها استعدادها لبيع عقده مقابل 12 مليون يورو.
كل هذه التحركات تجعل من الميركاتو الحالي أكثر فصول الانتقالات حساسية بالنسبة للمنتخب المغربي، إذ سيكون لها تأثير مباشر على تركيبة الركراكي الفنية والتكتيكية في الكان.