عقود قصيرة وغموض كبير.. الوداد في مأزق بعد الموندياليتو

تعيش إدارة نادي الوداد الرياضي لكرة القدم حالة من الترقب المشوب بالغموض بشأن مستقبل عدد من اللاعبين الذين التحقوا بالفريق بشكل استثنائي خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 10 يونيو الجاري، وذلك استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم الطموحات الكبيرة التي رافقت هذه الانتدابات المؤقتة، إلا أن الواقع الميداني في البطولة العالمية أفرز تحديات جديدة أمام إدارة النادي، التي تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق بشأن تحديد ملامح التشكيلة النهائية للموسم المقبل.
وضم الفريق الأحمر في إطار هذه الانتدابات كلًا من الهولندي بارت ماييرز، والبرازيلي غويريرا، والسوري عمر السومة، إلى جانب المغربي نور الدين أمرابط، والمهاجم الصاعد حمزة الهنوري، والدولي البوركينابي ستيفان عزيز كي.
ورغم أن بعض هذه الأسماء قدّمت أداءً واعدًا، إلا أن مصيرها لا يزال غير محسوم، خاصة أن بعض العقود وُقّعت لمدة شهر واحد فقط، بهدف خوض مباريات المونديال، ما يجعل مستقبل اللاعبين الثلاثة ماييرز، وغويريرا، والسومة، محط تساؤل واسع داخل النادي وفي أوساط جماهيره.
ووفقا للتقارير المتداولة، يُرجّح أن يحتفظ الفريق بخدمات كل من نور الدين أمرابط، الذي أبان عن جاهزية بدنية وخبرة ميدانية، إضافة إلى حمزة الهنوري الذي يُعد من أبرز المواهب الصاعدة في الساحة الوطنية، فضلاً عن عزيز كي، الذي بات يشكل قيمة ثابتة في وسط الميدان.
في المقابل، لم تتضح بعد الرؤية بشأن إمكانية تجديد عقود ماييرز وفريرا، أو التفاوض مع السومة لتمديد مقامه في القلعة الحمراء، في ظل التكلفة المرتفعة والجدوى الفنية.
وتزداد معطيات الملف تعقيدًا بسبب وضعية الثنائي المعار لورش من ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، وكاسيوس مايلولا من نادي تورنتو الكندي، إذ أن بند شراء عقديهما الذي تصل قيمته إلى مليون دولار لكل لاعب لم يتم تفعيله حتى الآن، مما يفرض على إدارة النادي اتخاذ قرارات حاسمة في أقرب وقت، لضبط ميزانية الانتدابات، ووضع استراتيجية واضحة للموسم المقبل.
ومن المرتقب أن تعقد إدارة النادي، ممثلة في الرئيس سعيد الناصري والمدرب طارق بنهاشم، جلسة حاسمة عقب المواجهة المرتقبة أمام العين الإماراتي يوم الخميس المقبل، من أجل مناقشة مصير هذه العناصر وتحديد القائمة النهائية التي ستدافع عن ألوان الفريق في البطولة الاحترافية والمسابقات القارية.
وتنتظر الجماهير الودادية الكثير من هذا الاجتماع، خصوصًا في ظل الدعوات المتكررة لإحداث تغييرات نوعية داخل التشكيلة، بعد الأداء المتواضع الذي طبع مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية.
وكان الوداد قد خاض مباراتين ضمن البطولة المونديالية، افتتحهما بهزيمة أمام بطل أوروبا مانشستر سيتي بهدفين دون رد، ثم خسر اللقاء الثاني أمام يوفنتوس الإيطالي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، ما أضعف حظوظه في التقدم وأثار موجة من ردود الفعل الساخطة في صفوف أنصاره، الذين انتظروا مشاركة مشرفة تعيد الوداد إلى الواجهة القارية والدولية.
وفي ظل هذه المعطيات، يواجه الوداد الرياضي تحديًا كبيرًا يتعلق بإعادة ترتيب البيت الداخلي وتجاوز مرحلة الشك، من خلال تعزيز الاستقرار الفني واتخاذ قرارات عقلانية بشأن الانتدابات، خصوصًا أن المنافسات المقبلة تتطلب انسجامًا أكبر ورؤية واضحة تجمع بين التوازن المالي والنجاعة التقنية.
وبينما تظل الجماهير الودادية متعطشة للعودة إلى منصات التتويج، يبقى مستقبل عدد من العناصر مرهونًا بما ستفرزه المشاورات التقنية والإدارية خلال الأيام القليلة المقبلة، في انتظار أن يستعيد الفريق الأحمر بريقه المعهود ويعيد الاعتبار لتاريخه الكروي العريق.