جدل تحكيمي يُشعل غضب الوداديين بعد الخروج من الموندياليتو

عاشت جماهير نادي الوداد الرياضي حالة من الغضب والاحتقان عقب الهزيمة التي تلقاها الفريق أمام نادي العين الإماراتي، بهدفين مقابل هدف، في اللقاء الذي جمعهما ضمن الجولة الثالثة من دور مجموعات كأس العالم للأندية “أمريكا 2025”، وهي الخسارة التي تسببت في خروج الوداد من المسابقة بخفيّ حنين، وبدون أي نقطة من أصل ثلاث مباريات.
غير أن النتيجة لم تكن وحدها ما أثار السخط في الأوساط الودادية، بل ما زاد الطين بلة هو الأداء التحكيمي المثير للجدل، الذي اتسم به اللقاء بقيادة الحكم الكندي درو فيشر، والذي اعتبرته الجماهير من أبرز أسباب خروج فريقها من البطولة.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى فضاء مفتوح للاحتجاج، حيث صبّت آلاف الجماهير جام غضبها على قرارات الحكم التي وصفت بـ"غير العادلة" و"المجحفة"، وعلى رأسها تلك المتعلقة بالهدف الثاني لنادي العين، الذي سُجل في ظل تدخل عنيف من مهاجم الفريق الإماراتي على المدافع جمال حركاس، دون أن يُحتسب أي خطأ رغم وضوح اللقطة، بل تم اعتماد الهدف بعد العودة لتقنية الفيديو.
وتساءلت الجماهير في تدويناتها عن جدوى تقنية الـVAR إذا لم تُستخدم لإنصاف الفرق حين يكون الخطأ فادحًا، معتبرة أن الحكم تغاضى عن حالة تستحق الطرد المباشر، وأن اللقطة كان يجب أن تُلغي الهدف لا أن تُثبّته.
أما ركلة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل للفريق الإماراتي، فلم تسلم بدورها من النقد الجماهيري، حيث اعتبرها الكثيرون مبنية على تقدير خاطئ، وأكدوا أن الاحتكاك لم يكن كافيًا لمنح ركلة جزاء في مباراة بهذا الحجم، وسط سياق متكافئ كان الوداد خلاله متقدمًا ويبحث عن الحفاظ على الأفضلية.
واتسمت التغريدات والتعليقات التي اجتاحت "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" بلهجة حادة، وركّزت على ما وصفته بـ"مجزرة تحكيمية" تسببت في إقصاء ممثل الكرة المغربية، وسط مطالب موجهة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بضرورة التحرك وتقديم احتجاج رسمي لدى الفيفا.
وعلى الرغم من الأداء المتفاوت للفريق في مبارياته الثلاث، إلا أن جمهور الوداد تمسّك برواية أن الفريق لم يُمنح فرصة عادلة لإظهار إمكانياته الكاملة في هذه المواجهة بالذات، بالنظر إلى تأثير قرارات التحكيم على سير المباراة، خاصة في لحظاتها الحاسمة.
وذهبت بعض الآراء إلى اعتبار أن الأندية الإفريقية والعربية ما تزال تعاني من غياب الإنصاف الكامل في التظاهرات العالمية، حيث يُغض الطرف عن أخطاء تحكيمية واضحة عندما يكون الخصم من نادٍ آسيوي أو أوروبي أكثر نفوذًا أو حضورًا في الساحة الرياضية.
وأظهرت النتيجة النهائية للمباراة فوز العين بهدفين مقابل هدف، سجلهما لابا كودجو من ركلة جزاء وأليخاندرو كاكو، مقابل هدف مبكر للوداد عن طريق كاسيوس مايلولا، في مباراة بدأت واعدة للفريق المغربي لكنها انتهت بخيبة أمل جديدة.
وبهذا الإخفاق، أنهى الوداد مشاركته في مونديال الأندية في المركز الرابع من المجموعة السابعة بصفر نقطة، متخلفًا عن مانشستر سيتي ويوفنتوس والعين، الذين أنهوا الدور الأول بأداء مقنع ونتائج مكنتهم من بلوغ الدور المقبل.
وأعاد خروج الوداد من البطولة بدون تحقيق أي انتصار، وفي ظل كمّ الانتقادات التحكيمية التي أحاطت بمباراته الأخيرة، إلى الواجهة النقاش المتكرر حول مدى جاهزية الأندية المغربية للمنافسة في المحافل الكبرى، ليس فقط على المستوى الفني والتكتيكي، ولكن أيضًا على صعيد التعاطي المؤسسي مع قضايا التحكيم والتمثيلية القارية والدولية.
كما سلّطت هذه المشاركة الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم شامل للمشروع الرياضي للنادي، خاصة بعد توالي الإخفاقات في المسابقات الخارجية، وما يُرافقها من تراجع في الأداء الجماعي وعدم قدرة الفريق على مجاراة نسق المباريات القوية.