انتدابات بلا بصمة وملايين ضائعة.. إدارة الوداد في مرمى نيران الغضب الجماهيري

تعيش مكونات نادي الوداد الرياضي على وقع تساؤلات متزايدة، تلامس عمق التسيير التقني والإداري داخل الفريق، في أعقاب المشاركة الباهتة في كأس العالم للأندية، والتي خرج منها الفريق خالي الوفاض، رغم كل الانتظارات التي علّقتها الجماهير على هذه المحطة العالمية.
وفي قلب هذا الجدل، تتجه أصابع النقد نحو رئيس النادي هشام آيت منا، الذي يواجه اليوم موجة غضب غير مسبوقة من أنصار الفريق، متهمين إياه بسوء تدبير المرحلة الاستثنائية للانتقالات التي سبقت مباشرة البطولة.
ولم تحمل فترة الميركاتو القصير التي امتدت من فاتح إلى عاشر يونيو، والتي خُصصت بترخيص استثنائي للوداد بغرض تعزيز صفوفه، في طياتها الإضافة المنتظرة.
فرغم أن الجميع كان ينتظر أسماء قادرة على منح الفريق قوة تنافسية تضاهي حجم الموعد الدولي، اكتفى النادي بإبرام تعاقدات في اللحظات الأخيرة، وبأسماء اعتبرها المتابعون دون المستوى، ما خلق انطباعًا عامًا بأن التحضير للمشاركة تم بشكل مرتجل، وكأن الفريق لم يكن على علم مسبق بمشاركته في كأس العالم للأندية.
وفي خضم هذا الاستياء، لم يتمكن سوى لاعبين اثنين من إعطاء إشارات إيجابية داخل الميدان، ويتعلق الأمر بالمخضرم نور الدين أمرابط، والبرازيلي غويليرمي فيريرا، بينما لم ينجح باقي الوافدين في فرض أنفسهم أو ترك أي بصمة تذكر.
واعتبرت الجماهير الودادية في تدويناتها، أن الهولندي بارت ماييرز بدا تائهًا فوق الميدان، شأنه شأن أحمد غيلوف وعزيز كي والسوري عمر السومة، الذي شكّلت صفقة انتقاله موضوع نقاش حاد داخل الأوساط الودادية، بالنظر إلى المبلغ الكبير الذي قيل إنه تقاضاه مقابل عقد لم يتعدَّ مدته شهرا واحدا.
ووسط صمت رسمي من إدارة النادي، تداولت صفحات مشجعي الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي أرقامًا تجاوزت 300 مليون سنتيم كمقابل انتقال السومة لمدة شهر فقط، وهو ما اعتبره عدد من الأنصار تبذيرًا غير مبرر للمال العام، خصوصًا أن اللاعب لم يُظهر أي فعالية هجومية توازي حجم التوقعات.
هذه الأرقام، وإن لم تؤكدها إدارة الفريق بشكل رسمي، زادت من منسوب التوتر بين الجمهور والمسيرين، وفتحت الباب أمام مزيد من الانتقادات لطريقة تدبير شؤون الفريق.
وإزاء هذه التطورات، طرحت الجماهير الودادية والمحللين تساؤلات جوهرية حول معايير اختيار اللاعبين، والكفاءة التقنية والإدارية للطاقم المشرف على الانتدابات، خصوصًا في ظل الحديث المتزايد عن غياب استراتيجية واضحة في التعاقدات، وتحول الفريق إلى ساحة لتجريب أسماء غير منسجمة، في وقت كان يفترض فيه تعزيز المجموعة بعناصر مجرّبة تمتلك القدرة على تحمل ضغط المباريات الكبيرة.
ومن المنتظر أن تعقد إدارة النادي، في الأيام المقبلة، اجتماعًا مصيريًا يضم الرئيس هشام آيت منا والمدرب طارق بنهاشم، لتقييم الحصيلة التقنية للمرحلة الماضية، والتباحث بشأن مصير الوافدين الجدد، وتحديد قائمة الأسماء التي ستواصل المشوار رفقة الفريق في البطولة الاحترافية وفي المنافسات القارية المقبلة.
هذا الاجتماع، الذي تترقبه الجماهير بكثير من الترقب، قد يكون مفصليًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، خصوصًا أن مشجعي الفريق يطالبون بتغييرات جذرية تعيد الوداد إلى سكته الصحيحة.
وفي ظل هذه الظروف المتأرجحة، يبقى أمل الجماهير معلقًا على قدرة الفريق في تصحيح المسار، واستيعاب دروس الفشل، من أجل كتابة فصل جديد يعيد للنادي بريقه القاري والمحلي، ويُجنّب أنصاره خيبات أخرى لا يتحملها تاريخ بحجم الوداد الرياضي.