يواصل نادي الرجاء الرياضي خطواته الحاسمة نحو تعزيز الاستقرار الفني والإداري، قبل موعد الجمع العام الانتخابي المرتقب في السابع من يوليوز المقبل، حيث بات النادي قريباً من تجديد عقد متوسط الميدان آدم النفاتي، بعد مفاوضات متقدمة قادها الرئيس المؤقت عبد الله بيرواين، الذي يسعى لحسم هذا الملف في أقرب الآجال، في محاولة لقطع الطريق أمام الأندية الراغبة في الظفر بخدمات اللاعب.
وأبدى النفاتي، الذي يُعد من أبرز عناصر خط وسط "النسور"، تجاوباً إيجابياً مع العرض المقدم من المكتب الحالي، ما جعل مسألة تمديد عقده مسألة وقت لا أكثر، في ظل الرغبة المشتركة بين الطرفين في استمرار العلاقة التعاقدية لموسم جديد على الأقل.
وتأتي هذه الخطوة في سياق السياسة التي ينهجها بيرواين للحفاظ على ركائز الفريق الأساسية، وضمان انطلاقة مستقرة للموسم المقبل، خصوصاً في ظل التحديات التقنية التي تنتظر النادي.
وفي الإطار ذاته، واصل الرجاء سلسلة تجديداته لعقود لاعبيه، إذ تم الإعلان رسمياً عن تمديد عقد المدافع عبد الله خفيفي، في خطوة تعكس حرص المكتب المديري على تعزيز تماسك الخط الدفاعي.
وانضم خفيفي إلى كل من محمد بولكسوت وصابر بوغرين، اللذين جدّدا ارتباطهما بالنادي في وقت سابق، مما يعكس اتجاهاً واضحاً نحو تدعيم الاستمرارية داخل المجموعة.
هذه التحركات تأتي في ظل استعدادات مكثفة للجمع العام الانتخابي الذي يُرتقب أن يكون حاسماً في مستقبل الفريق، حيث يُنتظر أن يشهد سباقاً ثلاثياً على رئاسة النادي بين كل من الرئيس المؤقت الحالي عبد الله بيرواين، والرئيسين السابقين سعيد حسبان وجواد الزيات، وسط ترقب واسع من الجماهير الرجاوية التي تأمل في مرحلة جديدة قوامها الاستقرار والتخطيط المحكم.
من جانبه، حرص بيرواين على طمأنة جمهور الرجاء بشأن الوضع المالي للنادي، حيث كشف في تصريح إذاعي خص به “راديو مارس”، أن المكتب الحالي تمكن من تجاوز إحدى أصعب المحطات التي أرّقت النادي في السنوات الأخيرة، ويتعلق الأمر برفع قرار المنع من التعاقدات، والذي كان يشكّل عقبة كبيرة أمام الإدارة التقنية.
وأوضح بيرواين أن النادي تمكن من تسوية عدد من النزاعات العالقة، وهو ما مكّن من رفع الحظر المفروض من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في خطوة وصفت بالإيجابية من طرف المتتبعين.
وفي ذات التصريح، أكد بيرواين أن المبلغ الإجمالي الذي تم جمعه لتسوية الملفات العالقة تجاوز 700 مليون سنتيم، وتم توفيره بالكامل من مساهمات شخصية لأعضاء المكتب الحالي، دون اللجوء إلى أي تمويل بنكي أو دعم خارجي.
وخص بيرواين بالذكر عادل هالا، الرئيس السابق للنادي، الذي ساهم بمبلغ 150 مليون سنتيم، إلى جانب مساهمة مباشرة منه شخصياً بلغت 120 مليون سنتيم، في مشهد يعكس تلاحماً إدارياً نادراً قلّما شهدته القلعة الخضراء في السنوات الأخيرة.
وتوحي التحركات الإدارية والميدانية التي يشهدها الرجاء حالياً، سواء من حيث الحفاظ على اللاعبين أو تدبير الملفات المالية، بأن الفريق يسير نحو إعادة التوازن داخل أسواره، في انتظار ما ستحمله الانتخابات المقبلة من مفاجآت، وسط تطلعات جماهيرية واسعة نحو بداية مرحلة جديدة قادرة على إعادة الفريق إلى موقعه الطبيعي في الواجهة الكروية محلياً وقارياً.