فشل رياضي يُفجّر الغضب داخل الوداد.. والمنخرطون يطالبون بتغيير القيادة

تعيش مكونات نادي الوداد الرياضي على وقع غضب غير مسبوق، عقب المشاركة المخيبة في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأميركية، والتي غادرها الفريق من دور المجموعات دون أن يحقق أي فوز، مكتفيًا بثلاث هزائم متتالية أمام مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي.
هذا الخروج المهين فجّر موجة احتجاجات قوية من جماهير النادي، التي لم تتأخر في توجيه سهام الانتقاد إلى الجهاز التقني بقيادة محمد أمين بنهاشم، وإلى الرئيس هشام أيت منا، معتبرة أن ما جرى لا يعكس بأي شكل من الأشكال تاريخ النادي ولا طموحات جماهيره.
فور عودة بعثة الفريق إلى الدار البيضاء، الأحد الماضي، بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بالتغيير، في ظل ما وصفته فئة عريضة من جماهير النادي بـ"الانهيار الكامل لمنظومة التسيير".
هذا الغضب الجماهيري ترجم أيضًا بتحركات من داخل النادي ذاته، حيث بادر عدد من المنخرطين إلى الدعوة لعقد اجتماع عاجل، بهدف انتخاب رئيس جديد خلفًا لهشام أيت منا، الذي يُتهم بالفشل في تدبير المرحلة، سواء من حيث التعاقدات أو التحضير للمونديال، أو حتى في القدرة على ضبط الأوضاع داخل الفريق الأول.
في هذا السياق، وجه منخرطون بالنادي رسالة مفتوحة إلى جماهير الوداد، حمّلوا من خلالها رئيس النادي مسؤولية الإخفاق الرياضي الذي رافق المشاركة في البطولة العالمية. واعتبروا أن هشام أيت منا لم ينجح في قيادة الفريق منذ انتخابه رئيسًا مع بداية الموسم، بعد رحيل عبد المجيد البرناكي، وهو ما انعكس على كل مستويات الأداء التقني والمؤسساتي.
وطالبت الرسالة ذاتها باستقالة جماعية لأعضاء مجلس الإدارة، وفتح الباب أمام ترشيحات جديدة تعيد للنادي هيبته التسييرية والرياضية، وتضع حدًا لما وصفوه بالقرارات المرتجلة والفاقدة للرؤية.
وانتقد المنخرطون بشدة ما سموه العشوائية التي رافقت تدبير فترة الانتقالات الاستثنائية التي خُصصت للفريق من 1 إلى 10 يونيو، معتبرين أن ضم أسماء جديدة في آخر لحظة، دون إعداد حقيقي أو رؤية استراتيجية، ساهم في ما آل إليه الفريق من نتائج كارثية في كأس العالم للأندية.
وتؤكد الوقائع أن إدارة الوداد لم تنجح في استغلال المشاركة التاريخية في هذه المسابقة العالمية، سواء على مستوى الاستعداد التقني أو الترويج لصورة النادي قاريا ودوليا.
ففي الوقت الذي كانت فيه الأنظار موجهة نحو الفريق الأحمر لتمثيل الكرة المغربية على أعلى مستوى، جاء الأداء دون التوقعات، وترجم بحصيلة ثقيلة أنهت آمال الجماهير بشكل مبكر.
وتجلّى ذلك في الأداء الباهت الذي ظهر به اللاعبون، وفي غياب الانسجام والجاهزية الذهنية والفنية، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول التحضير الحقيقي للمسابقة، وعن مدى قدرة الإدارة التقنية على مواكبة هذا النوع من المحطات الكبرى.
وتحمّل الجماهير جزءًا كبيرًا من المسؤولية للجهاز التقني بقيادة محمد أمين بنهاشم، الذي أخفق في بناء توليفة متجانسة رغم توفره على مجموعة من اللاعبين المجربين، كما توجهت أصابع الانتقاد إلى طريقة تعامل إدارة النادي مع المرحلة الانتقالية، خاصة في ظل التعاقدات المتأخرة التي لم تمنح أي إضافة فنية تُذكر، بل أثارت الجدل حول معايير الانتقاء والاختيار.
وتزامن هذا الوضع مع تفاقم حالة التذمر وسط الأنصار، الذين طالبوا بتوضيحات رسمية حول الأهداف الحقيقية للموسم، وموقع كأس العالم للأندية ضمن مشروع النادي الرياضي.
وأمام هذه التطورات، تترقب الجماهير الودادية ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من خطوات حاسمة، في ظل حديث متزايد عن إمكانية تقديم استقالات أو تغيير هيكلي وشيك داخل الإدارة، لتفادي تدهور أكبر قد يعصف باستقرار الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد.
ويخشى أن يتسبب هذا الإخفاق في فقدان الفريق لعدد من ركائزه الأساسية، خاصة في ظل الحديث عن عروض خارجية تلاحق بعض الأسماء البارزة، ما ينذر بدخول الفريق في مرحلة فراغ فني سيكون من الصعب تجاوزها بسرعة، في ظل غياب خطة واضحة للمرحلة المقبلة.