احتقان جديد يلوح في قطاع التعليم.. ونقابة تحذر من "انفجار وشيك"

في تصعيد جديد ينذر بعودة أجواء التوتر إلى قطاع التعليم، اتهمت الجامعة الوطنية للتعليم (FNE) وزارة التربية الوطنية بـ"التنصل" من التزاماتها السابقة.
النقابة المذكورة اعتبرت أن الحكومة تمارس سياسة "الهروب إلى الأمام" من خلال ما وصفته بقرارات أحادية وتجاهل واضح لمضامين اتفاقي دجنبر 2023، اللذين جاءا بعد موجة احتجاجات واسعة عاشها القطاع.
وأوردت النقابة، أمس، أن الوزارة عمدت إلى تنزيل مراسيم وقرارات بشكل "فوقي ومنفرد"، ما اعتبرته "تفريغا" للحوار الاجتماعي من محتواه وتحويله إلى مجرد "واجهة شكلية" لتبرير ما تسميه النقابة "مخططات تراجعية"، في ظل غياب نية حقيقية لمعالجة الملفات العالقة التي ترهق كاهل الشغيلة التعليمية منذ سنوات.
تحذيرات من "الانفجار"
وشددت الجامعة الوطنية للتعليم على ضرورة التسوية الفورية لما تسميه "الملفات الحارقة"، وعلى رأسها ملف "الزنزانة 10"، مطالبة بمنح خمس سنوات اعتبارية لكل الأساتذة الذين انتقلوا من السلم 9 إلى 10، وترقية أوتوماتيكية لمن قضى 14 سنة في الدرجة الثانية، إلى جانب تعويضات تكميليّة لأساتذة الابتدائي والإعدادي والمختصين، ومراجعة عدد ساعات العمل.
وطالب المصدر نفسه بإدماج المساعدين التربويين في منظومة الأجور عبر تعويض شهري لا يقل عن 500 درهم، والتسريع في إخراج نظام أساسي منصف لفئة المبرزين، وإنصاف دكاترة التعليم العمومي، مع وضع حد لما تعتبره "هشاشة وظيفية" تطال مربيات ومربي التعليم الأولي، الذين يشتغلون في ظروف غير مستقرة.
وشملت لائحة المطالب كذلك تعجيل صرف ترقيات سنة 2023، وتعويض المفتشين بسنتين جزافيتين، وإنصاف التقنيين، وتمكين المكلفين خارج سلكهم من التكوين اللازم، مع تفعيل التعويضات عن العمل في المناطق النائية وتوفير السكنيات الإدارية.
ضحايا..
وفي سياق موازٍ، عبرت الجامعة عن تضامنها مع عدد من الأطر التعليمية الذين اعتبرتهم ضحايا "قرارات تعسفية"، من بينهم الأستاذ مصطفى معهود، الذي يخوض إضرابا عن الطعام أمام أكاديمية درعة تافيلالت احتجاجا على ما وصفه بالتضييق، والمفتشة زوهري بهيجة التي تواجه ما تعتبره النقابة "قرارا جائرا".
ولم يخل بيان النقابة من موقف سياسي لافت، إذ أدانت ما وصفته بـ"الخطوة المخزية" بعد حذف سؤال متعلق باللاجئين الفلسطينيين من امتحان في المستوى السادس الابتدائي بالدار البيضاء، ونددت بمشاركة أكاديميين إسرائيليين في منتدى دولي نظم بالعاصمة الرباط، معتبرة ذلك تطبيعا مرفوضا.
إضرابات مرتقبة
ودعت الجامعة الوطنية للتعليم جميع العاملين في القطاع إلى رفع وتيرة التعبئة والانخراط في سلسلة من الخطوات التصعيدية المقررة خلال شهر يوليوز، والتي تشمل إضرابات ووقفات احتجاجية لمختلف الفئات، وعلى رأسها الأطر المختصة، منشطو التربية غير النظامية، وأساتذة السلك غير المطابق لاختصاصهم.
وشددت النقابة على أن "النضال سيبقى السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق وصون المكتسبات"، في ظل ما تعتبره تراجعات غير مسبوقة تهدد استقرار المدرسة العمومية، وتزيد من تأزيم أوضاع العاملين فيها.