بعد سنوات من الإهمال.. تفاصيل خطة تأهيل محطة أولاد زيان في الدار البيضاء

في قلب مدينة الدار البيضاء، وتحديدًا بمحطة أولاد زيان، تتقاطع تفاصيل يومية تعكس معاناة العديد من المواطنين.
وباتت تشكل معلمًا صارخًا للفوضى، حيث يغيب فيها النظام ويصعب العثور على أدنى شروط الكرامة والأمان.
ورغم أن المحطة كانت تمثل نقطة حيوية في التنقل داخل المدينة، إلا أن الإهمال المتراكم وتحولها إلى فضاء يغيب عنه التنظيم قد دفع العديد من المواطنين إلى التعبير عن استيائهم من الوضع المتردي.
ولم يعد هذا الواقع مقبولًا لدى المسؤولين في المدينة، حيث تصاعدت الاحتجاجات والشكاوى التي دفعت مجلس جماعة الدار البيضاء إلى اتخاذ قرار جاد لإعادة تأهيل المحطة.
ووفقا لمصادر "الجريدة 24"، فإن مشروع إعادة تأهيل محطة أولاد زيان بدأ يأخذ طريقه نحو التنفيذ الفعلي بعد سنوات من التأجيل.
ويهدف المشروع، حسب المصادر ذاتها، إلى تقسيم الأعمال إلى شطرين رئيسيين: الأول يتعلق بتجديد المبنى الرئيسي، والثاني مخصص لتحسين وتحديث الفضاءات الخارجية المحيطة.
ويشمل المشروع، وفقا لذات المصادر، مجموعة من الأشغال الضخمة التي سيتم تنفيذها بتكلفة إجمالية تتجاوز 60 مليون درهم، مع تحديد فترة لا تتجاوز عشرة أشهر لإتمام الأشغال.
فيما يتعلق بالشطر الأول من المشروع، فسيتم هدم وإعادة بناء الهياكل القديمة للمبنى، كما ستُجرى تحديثات شاملة على شبكات الكهرباء والماء.
وسيتم أيضًا تركيب مصعد بانورامي لسهولة تنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تجديد الأرضيات وتحديث جميع الهياكل التي كانت تشهد تدهورًا مستمرًا.
أما الشطر الثاني من المشروع، الذي يتناول الفضاءات الخارجية، فيشمل تجديد الأرصفة والممرات الخاصة بالمسافرين، وتطوير شبكة الصرف الصحي، فضلاً عن إنشاء مساحات جديدة للانتظار لتحسين ظروف الراحة والأمان.
ووفقًا للمصادر نفسها، تم التعاقد مع الشركة المغربية "VIAS" لإنجاز هذا الشطر، حيث خصص لهذا الجزء من المشروع ميزانية تقدر بحوالي 19.5 مليون درهم.
وحسب ما توصلت به الجريدة 24، فإن الأشغال ستشمل في الفضاءات الخارجية أيضًا تحسين المساحات الخضراء وزراعة الأشجار، مما يساهم في تحسين البيئة المحيطة بالمحطة، فضلاً عن بناء جدران جديدة وتركيب هياكل معدنية حديثة لتغطية مناطق الركاب والسيارات.
كما سيجري، حسب ما توصلنا به، تحديث كافة الشبكات التقنية الخاصة بالكهرباء والاتصالات والمياه، مما سيسهم في تحسين جودة الخدمات داخل المحطة.
ويعد المشروع بمثابة فرصة حقيقية لتحسين البنية التحتية للمدينة، ويعكس حرص السلطات المحلية على إعادة تأهيل المرافق العامة بما يضمن راحة المواطنين وسلامتهم.
ويُتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير كبير على شكل المحطة وطريقة تعاملها مع الزوار، ما يعكس التوجه نحو خلق بيئة حضرية أكثر ملاءمة للمواطنين.
ومع استمرار العمل في المشروع، يبقى الأمل معقودًا على أن تتمكن محطة أولاد زيان من استعادة مكانتها كمرفق عمومي حيوي يخدم مختلف فئات المجتمع، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعاني فيها المحطة من تراجع كبير في الخدمات.