التسريبات الصوتية لـ"هشام جيراندو".. هكذا عادت الأمور إلى نصابها والجرذان إلى أحجامها

الكاتب : الجريدة24

07 يوليو 2025 - 12:03
الخط :

سمير الحيفوفي

ماذا بقي للنصاب "هشام جيراندو" من رصيد وقد انكشفت حقيقته أمام الجميع، وبلغت التسريبات الصوتية التي تفضح هذا الأفَّاق كل الأذان؟ لا شيء، فهو الآن بئيس محاصر في كندا، يحصي خسائره بعدما بزغت شمس الصباح وغطت افتراءات المحكوم عليه غيابيا بـ15 سنة سجنا نافذا.

ولعل ما ترسب عن التسريبات الصوتية، التي جمعته مع كل من المدعي "المهدي حيجاوي"، الذي قدم نفسه كذبا على أنه الرجل الثاني في "المديرية العامة للدراسات والمستندات" (لادجيد) ومع مخاطبه "يوسف الزروالي"، يعيد الأمور إلى نصابها والجرذان إلى أحجامها.

وكشفت التسريبات الصوتية الكثير من الجوانب المظلمة في شخصية محتال نصاب ظل يقدم نفسه كمدافع عن حقوق الإنسان، بينما هو في حل تام منها، ومجرد خائن اعتمد الإرهاب الافتراضي والابتزاز والتشهير وكل السبل المنحطَّة والدنيئة لبلوغ غايات مشبوهة، منَّى نفسه بتحققها على أرض الواقع.

وبعيدا عن كاميرا الهاتف التي اعتاد النصاب الظهور أمامها بمظهر "الناشط" و"المعارض"، كان "هشام جيراندو" صادقا في المحادثات التي توثقها التسريبات الصوتية، وهو يفرد عبرها أمام الجميع الطرق الخسيسة التي يعتمدها لاستهداف مؤسسات وشخصيات بعينها، ومعها المرامي التي ينشدها.

ومثلما أماطت التسريبات القناع عن المدعو "المهدي حيجاوي"، رجل المخابرات المعزول، بما يدينه كمزود للنصاب "هشام جيراندو" بالمغالطات والمهاترات التي يرددها هذا الببغاء، فإن في تفاصيلها ما يحيل دون مجال للشك أن الثاني ليس غير بيدق ظل "الكولونيل" المزيف، يقضي وطره منه بها.

ولقد وضع "هشام جيراندو" اللاهث وراء التضليل والتزييف، نفسه رهن إشارة "المهدي حيجاوي"، دون قيد أو شرط، فظل الأخير يتصيَّد لهفته ويرضي تعطشه لترويج الأباطيل، بما يشفي غليله من أكاذيب يتلقفها الهارب إلى كندا ويدلي بها مثل أي غر ساذج عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن ما انكشف من التسريب الصوتي الذي جمع النصاب "هشام جيراندو" بـ"يوسف الزروالي"، لهو أصدق تعبير عن المعدن الصديء والعرق الدسَّاس لهذا المارق، وكان أن فضح نفسه بنفسه، وأقر بملء فيه، أنه مجرد مبتز، ركن إلى مهاجمة مؤسسات الدولة وشخصيات مسؤولة، طمعا في إرغام "الدولة" على مجالسته والحوار معه.

وفي اعتراف مكين بكونه مرتزق مسترزق، جاء على لسان النصاب "هشام جيراندو"، أنه يهاجم رموز المغرب، سعيا لجر "الدولة" إلى الجلوس معه على طاولة الحوار، وبالتالي إلغاء الأحكام القضائية التي لا يزال تنفيذها في ذمته، نظير ما اقترفه من جرائم شنيعة، وفي ذلك ما يحيل على أبلغ تجليات الغباء الذي يستشري في "عقل" النصاب.

وإنه لغباء فادح وفظيع، ما يتصف به النصاب "هشام يجراندو"، وهو يظن نفسه قادرا على مساومة الوطن، وابتزازه، هذا الوطن الذي لم يرضخ يوما وانكسرت شوكة خصومه في العديد من المناسبات، هذا الوطن الذي لا يعرف له سبيلا غير الوقوف الند للند أمام قوى عاتية، فكيف إن تعلق الأمر بجرذ منبوذ وهارب قبل كل شيء؟.

لقد أحرق النصاب "هشام جيراندو" كل السفن، وضحى بكل شيء، ضحى بعائلته وبكل من حاذاه وأودى بهم إلى السجن، فضلا عن سذَّج ظنوا أنه مدافع عن "مباديء"، معينة، بينما هو في حقيقة الأمر، مبتز يبنى نذر نفسه للسير في طريق الاسترزاق، لتحقيق مآرب شخصية، مثلما فضح نفسه بنفسه، وكفى بنفسه وكيلا.

آخر الأخبار