المغرب يوسع تصدير "الماء في شكل أفوكادو" نحو كندا وسط أزمة جفاف خانقة

نبهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى مفارقة تضع حكومة أخنوش في قفص الاتهام، بسبب توسيع صادرات الأفوكادو في ظل أزمة ماء تهدد المغرب.
واستغربت البرلمانية لأن سياسات الفلاحية تسمح بتوسيع صادرات المغرب من فاكهة "الأفوكادو"، المعروفة باستهلاكها المفرط للماء، في وقت تشهد فيه البلاد واحدة من أسوأ فترات الجفاف وتراجعا مقلقا في الموارد المائية الجوفية والسطحية.
تحذيرات البرلمانية جاءت من خلال مراسلة وجهتها إلى كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزير التجهيز والماء.
وعبرت التامني عن قلقها من استمرار تصدير منتجات فلاحية "مائية بامتياز" نحو دول غنية لا تعاني من أي خصاص في المياه، وعلى رأسها كندا.
1000 لتر من الماء.. لكيلوغرام واحد!
وأشارت النائبة إلى أن إنتاج كيلوغرام واحد فقط من فاكهة الأفوكادو يستهلك حوالي 1000 لتر من المياه، وهو ما يحول الفاكهة إلى "منتج استنزافي"، يطرح إشكالات بيئية واقتصادية جسيمة في ظل شح الموارد المائية.
وتزداد المفارقة حدة، تقول التامني، حين يتم تصدير هذه الفاكهة نحو دول تتوفر على وفرة مائية، في مقابل خصاص هيكلي يعانيه المغرب.
أرقام قياسية
وفي أحدث المعطيات، كشف تقرير صادر عن منصة "إيست فروت" المتخصصة في الأسواق الفلاحية، أن المغرب سجل رقما قياسيا في تصدير الأفوكادو إلى كندا خلال الموسم التسويقي 2024/2025، إذ بلغت الكمية المصدرة نحو 1.18 ألف طن، بقيمة مالية تناهز 3.7 مليون دولار.
ووفقا لنفس المصدر، فإن صادرات المغرب نحو كندا شهدت قفزة لافتة، بعد أن كانت لا تتجاوز 70 طنا في المواسم السابقة، لتبلغ ذروتها خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، حيث تم تصدير أزيد من 400 طن شهريا.
وتعادل هذه الكميات المصدرة نحو كندا، استهلاك أكثر من 1.18 مليار لتر من الماء، في وقت تتحدث فيه التقارير الرسمية عن انخفاض مقلق في منسوب السدود وندرة متزايدة في التزود بالماء الشروب بعدة مناطق قروية وحضرية.
وتساءلت النائبة التامني عن مدى انسجام السياسات الفلاحية الحالية مع التحديات البيئية التي تواجهها البلاد، مشددة على ضرورة إعادة تقييم اختيارات المغرب التصديرية في مجال المنتجات الفلاحية كثيفة الاستهلاك للماء.
ودعت إلى توضيح التدابير الحكومية الرامية إلى الحد من توسع الزراعات المستنزفة للماء، وعلى رأسها زراعة الأفوكادو، في أفق بلورة تصور يوازن بين التنمية الاقتصادية من جهة، والأمن المائي والبيئي من جهة ثانية.
الماء مقابل العملة الصعبة؟
ورغم الإغراءات الاقتصادية التي توفرها أسواق مثل كندا، يتنامى الجدل داخل الأوساط السياسية والبيئية حول ما إذا كان تصدير "الماء في شكل أفوكادو" ينسجم فعلا مع المصلحة الاستراتيجية للبلاد، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من موجات الجفاف المستقبلية وتغير المناخ.