مرض اللسان الأزرق يهدد الماشية.. البرلمان يضغط وأونسا تؤكد استمرار حملات التلقيح

الكاتب : انس شريد

09 يوليو 2025 - 09:30
الخط :

تعيش العديد من الدواوير بالمملكة حالة من القلق الشديد بسبب انتشار مرض اللسان الأزرق الذي يصيب الماشية، وهو مرض فيروسي يشكل تهديدًا حقيقيًا للثروة الحيوانية في مختلف بقاع العالم.

الفلاحون والمربون في المناطق القروية بالمملكة عبّروا مرارا عن مخاوفهم من التأثيرات السلبية لهذا المرض على صحتهم الاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة وعلى رأسها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).

ويتسبب هذا المرض في أعراض خطيرة على الماشية، مثل الحمى والتقرحات في الفم، التي قد تتحول في بعض الحالات إلى اللون الأزرق.

وتؤثر بشكل رئيسي على الأغنام والأبقار، ما قد يتسبب في تراجع الإنتاج الحيواني بشكل ملحوظ.

بحسب تقارير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ينتقل الفيروس عن طريق ناقلات الأمراض مثل الحشرات، ولا ينتقل إلى الإنسان، لكنه يشكل تهديدًا جديًا على القطيع الوطني.

وقد أثار انتشار المرض في بعض المناطق انتقادات واسعة، حيث دعا فريق التقدم والاشتراكية في مجلس النواب إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمكافحة المرض.

ووجه النائب البرلماني أحمد العبادي سؤالًا كتابيًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مطالبًا باتخاذ تدابير سريعة وفعالة للحد من انتشار المرض.

وفي سؤاله، شدد العبادي على ضرورة أن تتخذ الوزارة خطوات عاجلة تتضمن مراقبة ورصد بؤر المرض، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير وقائية تضمن الحد من تفشي المرض على نطاق واسع.

كما دعا إلى تحديث استراتيجيات التلقيح بحيث تتماشى مع تطورات أصناف الفيروس المستجد، وتوجيه الفلاحين والكسابة إلى الطرق السليمة للرعي وتجنب تراكم الحالات المرضية في مناطق محددة.

وأضاف العبادي أن مرض اللسان الأزرق لا ينتقل إلى الإنسان، وهو ما يخفف من مخاوف المواطنين، لكنه في ذات الوقت يشكل تهديدًا خطيرًا للمنتجات الحيوانية مثل الحليب واللحوم، ما يستدعي تضافر الجهود بين السلطات المحلية والفلاحين والمصالح الصحية لتأمين سلامة القطيع الوطني.

من جانبه، أكد المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، عبد الله الجناتي، أن المكتب قد نفذ عدة حملات تلقيح وطنية للحد من الأمراض الحيوانية المعدية.

وفي المجلس الإداري للمكتب الذي عقد يوم أمس الثلاثاء 8 يوليوز 2025، ذكر الجناتي أن أكثر من 1,38 مليون رأس من الأبقار تم تلقيحها ضد الحمى القلاعية خلال النصف الأول من سنة 2025.

كما تم تلقيح حوالي 19 مليون رأس من الأغنام والماعز ضد الجدري وطاعون المجترات الصغيرة خلال سنة 2024، بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص حملات تلقيح مجانية لفائدة المربين في المناطق الحدودية ضد مرض جدري البقر، وفقا لما أكده المدير العام

وفيما يتعلق بالمراقبة الصحية، أوضح الجناتي أن أونسا قد قامت بفحص أكثر من 870 ألف رأس من الأغنام و138 ألف رأس من الأبقار الموجهة للاستهلاك، وذلك للتأكد من سلامتها قبل دخولها الأسواق المحلية.

كما أشار إلى أن المراقبة تشمل السلع الحيوانية المستوردة من الخارج لضمان عدم انتقال الأمراض إلى المملكة.

هذه الإجراءات التي تقوم بها أونسا تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الصحي في مجال الثروة الحيوانية وحماية المنتجات الغذائية الوطنية من المخاطر المحتملة.

ومع ذلك، تبقى الحاجة إلى تعاون جميع الجهات المعنية من فلاحين، مربيين، ومسؤولين محليين أمرًا بالغ الأهمية للحد من انتشار هذا المرض والوقاية من تداعياته السلبية.

وتظل الأعين موجهة إلى أونسا ووزارة الفلاحة لضمان استقرار القطاع الحيواني في البلاد ومنع أي تفشي قد يؤثر على الأمن الغذائي الوطني.

آخر الأخبار