هاجم رئيس حركة التوحيد والاصلاح، عبد الرحيم الشيخي، (هاجم) خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف التعليم العالي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وذلك لى خلفية الدفاع المستميت الذي أبان عنه الصمدي تجاه مشروع قانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
واعتبر الشيخي، في مقال رأي رد من خلاله على خرجات الصمدي التي يدافع فيها عن المشروع، أن كاتب الدولة المذكور سوق مغالطتين، الأولى تتعلق بالهندسة اللغوية، فيما الثانية تتعلق بالمكانة المهمة للغة العربية وفشل سياسة التعريب.
وأوضح شيخي أن الصمدي يتحدث عن كون تدرس المواد العلمية والتقنية باللغة الفرنسية سيتم بعد ست سنوات حتى لا تسقط المنظومة التعليمية بالمغرب في وضعية الانتحار، لكن "هل الأستاذ الصمدي ليس على علم بمحاولات الانتحار “التي كللت بالنجاح” وبــ”التراجع الرهيب” وبــــ”الانتكاسة الحقيقية” التي أشرف عليها القطاع الوصي وقامت بها الأكاديميات الجهوية التي سارعت لتعميم تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية دون حاجة لانتظار قانون أو مرسوم؟ أم نحتاج أن نضع بين يدي السيد كاتب الدولة المذكرات التي أصدرتها الأكاديميات ومديريات الوزارة بهذا الصدد لفرض التدريس باللغة الفرنسية دون تحضير لا للأساتذة أو إعداد للكتب المدرسية وفق مسطرة المصادقة المعمول بها منذ تنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين"، يقول رئيس حركة التوحيد والاصلاح.
وذكر المتحدث ذاته، كاتب الدولة بأن "إحدى الأكاديميات ألزمت في الموسم الدراسي الماضي الأساتذة والتلاميذ بالتحول لتدريس مواد علمية باللغة الفرنسية بعد شهرين من التدريس باللغة العربية، مما تطلب من المتعلمين التخلي عن المقررات بالعربية التي اقتنوها، وشراء أخرى بالفرنسية"، في إشارة إلى أن ما يروج ويدافع عنه الصمدي كلام تجاوز الواقع.
وبخصوص المغالطة الثانية والتي تتعلق بالمكانة المهمة للغة العربية وفشل سياسة التعريب، قال عبد الرحيم الشيخي ردا على خالد الصمدي، "لا أدري كيف يستقيم في الذهن أن التلاميذ الذين سيدرسون المواد العلمية والتقنية باللغة الفرنسية طيلة مسارهم الدراسي سيختارون مسالك التدريس باللغة العربية بالجامعة إن وُجدت، مع ما يعلمه الجميع من الجهد المطلوب لذلك والمشقة التي يجب أن يتحملها المتعلم في التأقلم مع لغة تدريس جديدة بالنسبة إليه ولو كانت هي العربية".
وتساءل رئيس حركة التوحيد والاصلاح موجها كلامه لكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي "أليست هذه فقط الصيغة المقلوبة لما نحن عليه اليوم من مسار دراسي يعتمد التدريس بالعربية إلى حدود البكالوريا وبالفرنسية في الجامعة".
وتابع الشيخي مخابا الصمدي "الغريب أن نُبشَّر بأن منظومة التربية والتكوين ستنجح مقلوبة بعدما أُفْشلت وهي مستوية مستقيمة". وأضاف "أليست تجربة إفشال سياسة التعريب التي تحدث عنها الأستاذ كافية لكل ذي نظر ليدرك بأن هذا المسلك وهذا الباب المفتوح متعذر دخوله، وهو في حكم المُغلق، وهو أشبه بالواجهات الزجاجية لبعض المحلات التجارية التي قد يظهر ما بداخلها غير أن اللافتة المعلقة المشْهرة في وجه الزائرين مكتوب عليها “مغلق” أو “مغلوق”!".