فاس: رضا حمد الله
يستأسد بعض سائقي سيارات الأجرة بفاس، على المسؤولين والقوانين، ويفعلون قانونهم الخاص على حساب زبناء مغلوب على أمره يرضخون مكرهين لواقع لم تنجح كل الحلول في استئصاله وضمان تطبيق القرار العاملي الذي خرج للوجود أخيرا، لكنه بقي مجرد حبر على أوراق متناثرة في انتظار الجدية اللازمة في تطبيقه.
زبون الطاكسي الصغير بالعاصمة العلمية، يؤدي ثمن جشع سائقين وعدم احترامهم للقوانين، وصمت غير مفهوم للمسؤولين يبدو أنهم يفعلون شعار "كم حاجة قضيناها بتركها"، خاصة أمام استقواء هؤلاء السائقين بنقابات قطاعية لم تتخذ أي موقف شجاع حيال ظواهر مشينة للقطاع خاصة من طرف بعض منخرطيها.
وأضحى الاحتجاج موضة ووسيلة ناجعة للضغط عملا بشعار "الهجوم للدفاع"، حتى أن اصطفاف السيارات قبالة منطقة أمنية، أصبح مألوفا ولو كان السائق المتخذ في حقه قرار، على خطأ، فيما يبدو أن استغلال النقابات بهذا الشكل، يزكي حقيقة ما يتم تداوله من وجود لوبي ضاغط لا يعنيه تنقية القطاع.
ورغم النداءات التي يطلقها سكان المدينة، واقعا وفي الفضاء الأزرق، فالحال ما زال عليه ويبدو أنه سيزمن أكثر مما يتوقعون، خاصة أمام استشراء نفس السلوكات الخادشة لسمعة المدينة، خاصة أمام محطة القطار أكدال البوابة التي يطل من خلاله الزائر على حقيقة المدينة، وواقع نقل الطاكسيات بها.
ما أن تطأ قدم الزائر الباب الخارجية للمحطة، حتى يفاجأ بسائقين غلاظ شداد مستعدون لكل شيء إلا لاحترام القانون والمسافر، حيث يصبح الصراخ عن وجهات معينة، أمرا عاديا كما انتظار جمع ثلاث أشخاص للانطلاق في اتجاه يحددونه وبسومة كاملة لكل واحد، أما ما دون ذلك فمرفوض.
كثير من المسافرين يصطدمون بمثل هذه السلوكيات الشاذة التي ألفها سكان فاس وطالما طالبوا الأمر بتنظيم دوريات قارة لزجر هؤلاء المخالفين، لكن بدون جدوى، خاصة أن بعض السائقين لا يتوانون في استفزاز كل من يعارض جبروتهم أو يرفض الطريقة التي يتعاملون بها معهم، خاصة أمام استعمال عبارات السب أحيانا.
هؤلاء السائقين مستعدون لكل شيء من أجل شحن سياراتهم وتحديد الاتجاه الذي يرغبون فيه وليس الزبون، كما تراهم يتهافتون فيما بينهم للظفر بهذا الزبون أو ذاك، وفي أخرى يتفقون على "خلا دار بوه" وتلفيق التهم له للتغطية على حقيقة ممارساتهم، بل منهم من تجد يلعب القمار (الكارطة) بالحديقة المجاورة.
أما الزبون فمغلوب على أمره، خاصة ليلا حيث يضطر لقطع مسافات طويلة للحصول على وسيلة نقل بديلة تنقله في اتجاهه، في الوقت الذي تصطف عشرات الطاكسيات قريبا من الباب في جهتها اليمنى أو قرب نافورة وسط الشارع، هؤلاء كلهم يرفضون نقل الركاب إلا في الاتجاهات التي يرغبونها وبالعدد الكامل.
والغريب في الأمر أن بين هؤلاء السائقين نقابيين وآخرون يستقوون بجهات نقابية لممارسة العبث والتسيب دون أن يحرك مسؤولو فاس الساكن حيال ذلك واستشراء سلوكات مماثلة بمواقع أخرى خاصة بفلورانسا وقرب عمارة الوطنية وبالأطلس وباب الفتوح وبن دباب وعين هارون والمحطة وفي اتجاهات أخرى.
هذه الاتجاهات عادة ما ابتليت بما يسمى ب"الراكولاج" أي الجمع بين 3 زبناء في الآن نفسه، ظاهرة مستشرية بشكل كبير، ولم يمنعها القرار العاملي الذي صدر عقب احتجاجات خاضها السائقون، في انتظار تفعيله والضرب بيد من حديد على أيدي كل من سولت له نفسه خرق القانون أيا كانت صفته.