"تيار المستقبل" يتعهد بتغيير أطروحة "البام" والتصالح مع الاسلاميين
بالرغم من المحاولات التي يقوم بها تيار حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من أجل إفشال التيار التصحيحي داخل "البام" بقيادة عبد اللطيف وهبي، وأحمد اخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري، قيادات الحزب ذاته، إلا أن هذا التيار التي يلقب نفسه "بتيار المستقبل" يسير بخطى نحو سحب البساط من تيار بنشماش.
"تيار المستقبل" لا يكتفي "بالانقلاب" على بنشماش ومعاونيه في الحزب بأخذ مواقعهم التنظيمية والسياسية، بل يسعى إلى قلب أطروحة الحزب وتوجهاته السياسية رأسا على عقب.
وفي الوقت الذي نبى حزب الأصالة والمعاصرة دائما أطروحته السياسية على مواجهة الإسلاميين، ولاسيما الاسلاميون المشاركون في الانتخابات، أي حزب العدالة والتنمية، يتعهد "تيار المستقبل" بإنهاء العداوة مع الاسلاميين، ومعاملة جميع الأحزاب معاملة طبيعية تقوم على أساس التنافس السياسي النزيه.
وفي هذا السياق، قال وهبي، الذي كان يتحدث أمس في مهرجان التعبئة للمؤتمر الوطني المقبل للحزب من طنجة، "نحن ملزمون جميعا خلال المؤتمر المقبل ببناء علاقات متميزة مع جميع القوى السياسية، قوامها الاحترام المتبادل، والقبول بالآخر وبأفكاره بكل تجلياتها، والقطع داخليا مع منطق الاستفراد بالقرار الذي لا ينتج سوى القرارات السياسية الشاردة، و التي لا يمكنها بتاتا أن تعكس مكانة وقوة ورمزية حزبنا في الساحة الوطنية".
ووجه وهبي اتهامات ثقيلة للقيادات الحالية والسابقة التي قادت حزب الصالة والمعاصرة، وكلها اتهامات سبق المنافسون السياسيون أن وجههوا لهذا الحزب، إذ لمح وهبي إلى أن حزب "البام" لم يكن مستقلا في قراراته السياسية وتحلفاته التكتيكية.
وقال في هذا السياق، "فبعد اليوم لا يمكننا أن نقبل المس بالديمقراطية الداخلية لحزبنا، أو الضرب بالتدبير والقرار الجماعي داخل هيئتنا، أو المساس باحترام سيادة وقرارات مؤسسات الحزب، فإما أن نكون ديمقراطيين أو لا نكون باميين".
وأعلن وهبي الذي يعتبر أحد زعماء "تيار المستقبل" داخل "البام" عن تحدي بنشماش وتياره بالقول "جميعنا مصرون على ولادة مشروعنا من جديد مهما كانت الصعاب"، قبل أن يضيف، "بل لنقولها بكل شجاعة ونزاهة فكرية، إننا اليوم مطالبون بتصحيح المسار، وإعادة بناء حزبنا من أصوله الأولية، ولنعلنها بكل صراحة، أنه بقدر ما كانت الفكرة ذات بعد نظري وسياسي عميقين، كان القراصنة المختلسون يعرقلون أي محاولة لإنجاح هذا المشروع، تارة بوعي، وفي كثير من الأحيان بجهل لروح مضمونه، لذلك عان حزبنا في العقد الأخير من كثرة القرارات والتوجهات السياسية السطحية العاجزة، التي تنم عن اختلالات كبيرة في ترتيب الأولويات، وتعكس سوء تقدير للمواقف، وسوء تقدير أحيانا لوضعية مجتمعنا، وعجز واضح في فهم آليات و متطلبات الدولة الحديثة، وطبيعة مكانتها وإمكانيتها، بل في كثير من الأحيان ومن خلال تصور احتقاري وتصغيري لثقافة المجتمع والأحزاب التي تنتمي إليه، جعلت جهود مناضلي ومناضلات الحزب يتم توظيفها في معارك سياسية وتنظيمية فاشلة لإرضاء هذا الشخص، أو لخدمة هذا الحزب أو ذاك".
ويشدد المتحدث ذاته على أن مؤتمر الحزب الذي يرتقب أن ينفرد بعقده "تيار المستقبل" ضدا في بنشماش، نهاية الشهر الجاري، على أن المؤتمر المقبل للحزب سيكون محطة لتغير أطروحة الحزب حذريا، موضحا أن هذه المحطة ستكون "لإعادة النظر في مختلف التصورات التنظيمية والسياسية"، وتغيير "منهج تفكيرنا كزعامات وكقيادة وكقواعد، وبضرورة تغيير طرق اتخاذ قراراتنا السياسية"، بحسب قول وهبي.
