بنشماس يدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب عبر "التشغيل والتنمية الاقتصادية"

قال حكيم بنشماس أن دول البحر الأبيض المتوسط بضفتيه مجموعة من التحديات المشتركة والمتعلقة بقضايا مكافحة الإرهاب واستكشاف سبل التعاطي مع التطرف العنيف وخطاب الكراهية على ضوء التطور المقلق لظاهرة المقاتلين الأجانب، وكذا تحليل ودراسة مساهماتنا جماعيا في رفع التحدي المطروح على دول ضفتي المتوسط وعلى باقي بقاع المعمور المتعلق أساسا بتراجع النجاعة الاقتصادية والمناعة الاجتماعية وتفاقم آثار التحولات المناخية، مما ينذر بالكثير من الكوارث على كافة الأصعدة.
وأضاف رئيس مجلس المستشارين في أشغال الدورة الخريفية الـ18 للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوربا أن مكافحة ظاهرة الإرهاب على المستوى الإقليمي أحد أكبر التحديات التي يتوجب علينا تقوية التعاون وتوطيدالتكامل من أجل رفعها ، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الأمني، القضائي و تبادل الخبرة و المعلومات والتجارب والعمل عبر إجابات تشريعية و سياسات عمومية فعالة، على الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة الأكثر عرضة للتهميش و لمخاطر الانزلاق نحو التعصب و التطرف الديني، بما فيها سياسات التشغيل و تطوير عرض التعليم و التكوين و سياسات العدالة الاجتماعية بشكل عام وبرامج مكافحة خطاب الكراهية و العنصرية و التطرف، التي تعتبر مداخل أساسية للقضاء على الأسباب البنيوية المغذية للإرهاب.
وزاد المتحدث "إننا كبرلمانيات وبرلمانيين مغاربة لمقتنعون، بالنظر لتجربتنا الوطنية في مكافحة هذه التهديدات، المعتمدة على مقاربة استباقية ، بأن المجهود المتظافر لسياسات إعادة هيكلة الحقل الديني التي يشرف عليها جلالة الملك شخصيا بصفته أميرا للمؤمنين، و تكريس الطابع المركزي لقيم الإسلام السمح، و مساعي الرعاية اللاحقة و المراجعات الإرادية و التدريجية التي قام بها عدد من المحكومين سابقا في قضايا الإرهاب ، إضافة إلى مسلسل مراجعة مناهج التربية الدينية هي كلها مساعي يمكن في حالة قراءتها كجزء من إستراتيجية شمولية أن تعتبر عناصر مقاربة مغربية خاصة في مجال سياسات الوقاية من الإرهاب، مقاربة محصنة بضمانات دستورية و اتفاقية دولية متينة".
وبشكل أكثر شمولية، لا بد من الإشارة هنا على سبيل الاستئناس، إلى الدراسات الإستراتيجية المتشائمة القائلة بأن القضاء على الإرهاب بشكل نهائي وحاسم شيء صعب المنال. ليس لأن الظاهرة عُرفت في مراحل عديدة ومختلفة من التاريخ، بل أساسا لأسباب تتعلق بالسياقات العالمية الحالية نفسها، مما يزيد من مسؤولياتنا في مواجهتهـ يضيف بنشماس.
وأضاف "نتساءل اليوم إلى أي حد يمكن أن نحقق نتائج دالة في هذه المواجهة الضرورية دون أن نستحضر صعوبة القضاء على تسليح الجماعات الإرهابية المرتبطة بالنزاعات والتناحرات الجيوستراتيجية، ودون أن نستحضر ارتباط الإرهاب الدولي بالعولمة المتوحشة وبوباء الديكتاتورية والأنظمة المتسلطة أو ازدياد المعضلات الاجتماعية أو الكوارث الطبيعية في إفريقيا وآسيا أو قوة الهيمنة الثقافية الغربية واستصغار شأن الثقافات المحلية، أو التوازنات الدولية وتسوية المصالح الحيوية بين الدول أو نظرية الفوضى الخلاقة التي تجعل العديد من الدول تحت رحمة داعميها من الدول الكبرى…"
لكن، وكما أن الأمراض مهما تعددت مظاهرها، تتطلب سبل العلاج وتطوير الأبحاث الطبية، فإن مسؤوليتنا تتطلب من الابتكار وتبادل الخبرات الشيء الكثير من أجل العمل على هزم ظاهرة الإرهاب التي تقض مضجع الدول والشعوب اليوم بلا استثناء.